حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
وجوب التكليف من اللّه تعالى للعباد
اتّفقت العدلية على وجوب التكليف من اللّه تعالى للعباد 1.
تنبيه:
لا يخفى بأنّ وجوب التكليف على اللّه تعالى لا يعني فرض الوجوب عليه تعالى من غيره ، بل يعني: أنّ الحكمة الإلهية تقتضي ذلك 2.
أدلة وجوب التكليف من اللّه تعالى للعباد :
1 ـ إنّ العباد يجهلون الكثير:
مما يعود عليهم بالنفع والصلاح.
ومما يعود عليهم بالضرر والخسران.
ولهذا تقتضي رحمة اللّه تعالى ولطفه أن:
يبيّن اللّه تعالى للعباد ما فيه النفع والصلاح لهم ، ويرشدهم إلى طرق الخير والسعادة ، ويأمرهم باتّباعها.
ويبيّن اللّه تعالى للعباد ما فيه الضرر والخسران لهم، ويزجرهم عن طريق الشرّ والشقاء، وينهاهم عن اتّباعها.
وهذا هو التكليف.
2 ـ إنّ اللّه تعالى هو الذي خلق الشهوات والميل إلى القبيح في العباد ، فلو لم يكلّفهم ، فإنّه تعالى سيكون عابثاً أو مغرياً لهم بالقبيح، وذلك لا يجوز عليه تعالى 3.
3 ـ إنّ الغرض الإلهي من خلق العباد هو أن يصلوا إلى الكمال.
ويعتبر التكليف هو السبيل الوحيد الذي يصل به العباد إلى هذا الغرض الإلهي.
فلولا هذا التكليف لانتقض الغرض الإلهي.
ولا يخفى أنّ نقض الغرض قبيح.
ولهذا تقتضي الحكمة الإلهية لزوم تكليف العباد.
تنبيه:
إنّ العلم باستحقاق المدح على الفعل الحسن لا يكفي لبعث العباد على هذا الفعل.
وإنّ العلم باستحقاق الذم على الفعل القبيح لا يكفي لزجر العباد عن فعل القبيح.
ولهذا لا يكون المدح والذم بديلا عن التكليف.
بعبارة أُخرى:
إنّ الكثير من العباد لا يعبؤون بالمدح والذم، فيرجّحون شهواتهم على مدح وذم العقلاء، ولاسيما مع حصول الدواعي الحسّية التي تكون في أغلب الأحيان قاهرة للدواعي العقلية.
ولهذا لا يمكن القول بأنّ المدح داعي والذم زاجر ولا حاجة إلى التكليف ، بل التكليف هو السبيل الوحيد لتحفيز العباد على الفعل الحسن، وزجرهم عن الفعل القبيح 4 5.
- 1. انظر : كشف الفوائد ، العلاّمة الحلّي : الباب الثالث ، الفصل الأوّل ، حسن التكليف ، ص254 .
- 2. انظر: إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل ، كون التكليف حسن ، ص274 .
- 3. انظر: الذخيرة ، الشريف المرتضى: باب الكلام في التكليف ، فصل: في بيان الغرض، ص110. تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: مسائل العدل، في الغرض من التكليف، ص119. الاقتصاد، الشيخ الطوسي: القسم الثاني، الفصل الثالث: في الكلام في التكليف، ص111 ـ 112. غنية النزوع ، ابن زهرة الحلبي: ج2، فصل في التكليف وما يتعلّق به، ص106. قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني ، البحث الثالث، ص115. مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس ، البحث الرابع، مسألة: التكليف واجب، ص249. النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع، في العدل، ص73 . إرشاد الطالبين ، مقداد السيوري: مباحث العدل، كون التكليف واجب على الباري تعالى، ص273.
- 4. انظر: قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الثاني، البحث الثالث، ص116. مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، البحث الرابع، مسألة: التكليف واجب، ص249. النافع يوم الحشر، مقداد السيوري: الفصل الرابع: في العدل، ص74. إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل، كون التكليف واجب على الباري تعالى، ص274. اللوامع الإلهية، مقداد السيوري: اللامع التاسع، المقصد الرابع، النوع الأوّل، المبحث الثالث، ص224.
- 5. المصدر: كتاب العـدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لـشيخ علاء الحسّون.