نشر قبل 5 سنوات
مجموع الأصوات: 164
القراءات: 24938

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

لماذا حرم الله السحاق؟

السحاق و المساحقة 1 معصية كبيرة و هي من أشد الكبائر و من أعظم المحرمات، و هي الزنا الأكبر حسب تعبير بعض الروايات، و هي نوع من أنواع الإنحراف و الشذوذ الجنسي، وهي من الممارسات الجنسية المثلية الخاطئة المخالفة للفطرة الإنسانية السليمة، فقد رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قَالَ: " سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنًى " 2.
بل عُبِّرَ عن السحاق في بعض الروايات بأنه الزنا الأكبر، و في رواية أخرى أن السحاقيات ملعونات 3.
و أما علة تحريم السحاق فهي من أجل ما تنطوي هذه الممارسة السيئة من الآثار الخطيرة، حيث أن السحاق ينتج عنه الفساد و إنقطاع النسل و خراب الدنيا بسبب مغايرة هذه الممارسة للحاجة الفطرية التي فطر النساء عليها و لأنه سلوك لطريق خاطئ يؤدي الى الدمار و تعطيل المهام و المسؤوليات الخطيرة التي عليها تدور رحى الحياة الطيبة و الهادفة، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام كَتَبَ إِلَيْهِ فِيمَا كَتَبَ مِنْ جَوَابِ مَسَائِلِهِ‏: "عِلَّةُ تَحْرِيمِ الذُّكْرَانِ لِلذُّكْرَانِ، وَ الْإِنَاثِ لِلْإِنَاثِ لِمَا رُكِّبَ فِي الْإِنَاثِ وَ مَا طُبِعَ عَلَيْهِ الذُّكْرَانُ، وَ لِمَا فِي إِتْيَانِ الذُّكْرَانِ الذُّكْرَانَ وَ الْإِنَاثِ الْإِنَاثَ مِنِ انْقِطَاعِ النَّسْلِ، وَ فَسَادِ التَّدْبِيرِ، وَ خَرَابِ الدُّنْيَا" 4.

  • 1. السحاق و السحق و المساحقة في اللغة العربية كلها بمعنى واحد، يراد بها دَلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الاستمتاع الجنسي.
    و يرادف كلمة السحاق بالإنجليزية: Lesbianism، و قيل أن أصل كلمة " Lesbianism " إغريقي يعود إلى جزيرة " Lesbos " اليونانية و هي مسقط رأس الشاعرة اليونانية " Sappho " الشاذة جنسياً و التي كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد.
  • 2. مستدرك وسائل الشيعة: 14 / 353 ، حديث رقم: 16937، للشيخ المحدث النوري، المولود سنة: 1254 هجرية، و المتوفى سنة: 1320 هجرية، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1408 هجرية، قم/إيران.
  • 3. الكافي: 5 / 553 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران/إيران.
  • 4. علل الشرائع: 2 / 547 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة: 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1427 هجرية، طبعة مكتبة الداوري، قم/إيران.