ما الحكمه من زواج النبيين لوط و نوح من امراتين غير متوافقتين معهما ؟

في تفسير هذه الآية أكثر من قول نُِشير إلى أهمها كالتالي :
1. قال بعض المفسرين أن المقصود من قول الله عزَّ و جل : ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 1 هو أن الطيبات من الكلام للطاهرين من الرجال ، و الطيبات من الكلام أفضله و أحسنه 2 .
و عليه فالطيب هو من يصدر عنه الكلام الحسن ، و الخبيث هو الذي يصدر عنه الكلام السيئ أمثال التهمة و الإفتراء ، و الكذب .
2. و قال آخرون أن " الخبيثات " هن النساء الساقطات المنحطات المنحرفات اللاتي يصدر عنهن أعمالا مخلة بالشرف ، و " الخبيثون " هم الساقطون المنحطون و المنحرفون من الرجال الذين تصدر عنهم أعمال مخلة بالشرف .
أما " الطيبات " فهن النساء المتطهرات ، و " الطيبون " فهم الرجال المتطهرون .
و الآية المذكورة هي بمثابة قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ 3 ، فقد رُوِيَ عن الإمامين الباقر و الصادق ( عليهما السلام ) أنهما قالا : " هي مثل قوله : { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً } ـ الآية ـ 4 .
و أما بالنسبة لقول الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ 5 ، فالخيانة المذكورة في الآية ليست خيانة شرف ، لأن نساء الأنبياء و الأئمة ( عليهم السلام ) لم ينحرفن أبداً ، و إنّما المقصود منها التجسس لمصلحة الكفّار ، ذلك لأن خيانة الشرف من العيوب المنفّرة و بيوت الأنبياء طاهرة و منزهة من أمثال هذه العيوب ، لأنها تنافي أهداف النبوة و الرسالة الإلهية .

  • 1. القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 26 ، الصفحة : 352 .
  • 2. مجمع البحرين : 2 / 111 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ، و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
  • 3. القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 3 ، الصفحة : 350 .
  • 4. مجمع البيان : 7و 8 / 213 ، للعلامة الطبرسي ، طبعة دار المعرفة ، بيروت / لبنان ، الطبعة الأولى سنة : 1406 هجرية / 1986 ميلادية .
  • 5. القران الكريم : سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 561 .