الإسلام دين متكامل يهتم بأمور الأمة و يعالجها، و أحكام الشريعة الإسلامية متكاملة، كما و أن الدين الإسلامي برنامج متكامل لا يمكنك أخذ جانب منه و ترك سائر الجوانب، هذا و أن أحكام الإسلام لا تخلو من السياسة الحكيمة المتميزة لكنها تختلف في أصولها مع السياسات العالمية و أساليبها الخادعة التي ليس فيها إلا الكذب و الدجل و الخيانة.
أما عن مصطلح الإسلام السياسي فالمراد منه أن بعض الجهات رغم عدم اعتقادها بالإسلام و عدم التزامها به فهم يجعلون الإسلام غطاءً يتسترون به متظاهرين بأنهم يدافعون عن الإسلام و يدعون إلى تطبيق تعاليم الإسلام، بل و يتظاهرون بتطبيق أحكام الشريعة لكنهم في الواقع لا يريدون ذلك بل يريدون الوصول إلى السلطة فحسب.

معاوية بطل الإسلام السياسي

لقد كان معاوية بن أبي سفيان بطل الإسلام السياسي و داهية عظمى في التظاهر بالالتزام بتعاليم الدين خلافاً لما كان عليه، و قد جعل الدين مطية للوصول إلى مآربه و أهدافه الدنيوية و للسيطرة على رقاب المسلمين و مقدراتهم.

دور الامام الحسن في اظهار  زيف معاوية

و لقد كان الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام) يعلم جيداً بأن معاوية بن أبي سفيان سوف لا يفي بعهده و أنه سوف ينقض المعاهدة، لكن الحسن عليه السلام أراد بتوقيعه للمعاهدة كشف حقيقة معاوية للناس بإسقاط القناع عن وجه معاوية و إبراز وجهه الحقيقي للناس و للتاريخ.
و بالفعل فانه بعد مضي أيام قليلة على توقيع معاهدة الصلح بينه و بين الحسن المجتبى (عليه السَّلام) بدأ يُظهر وجهه الحقيقي و يعترف بنواياه و يقول: إِنِّي وَ اللَّهِ مَا قَاتَلْتُكُمْ لِتُصَلُّوا وَ لَا لِتَصُومُوا وَ لَا لِتَحِجُّوا وَ لَا لِتُزَكُّوا، إِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ، وَ لَكِنِّي قَاتَلْتُكُمْ لِأَتَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ، وَ قَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ ذَلِكَ وَ أَنْتُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أَلَا وَ إِنِّي كُنْتُ مَنَّيْتُ الْحَسَنَ وَ أَعْطَيْتُهُ أَشْيَاءَ وَ جَمِيعُهَا تَحْتَ قَدَمَيَّ لَا أَفِي بِشَيْ‏ءٍ مِنْهَا لَه 1‏ .

• 1. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 48 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .