نشر قبل 25 سنة
تقيمك هو: 3. مجموع الأصوات: 96
القراءات: 44647

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

ما معنى العدل ( عدالة الله ) ؟

العدل هو أن الله سبحانه و تعالى لا يظلم و لا يجور و لا يجُحف في حق ذي حق .
و لقد عُرّف العدل في علم الكلام بأنه : " عدم فعل القبيح و عدم الإخلال بالواجب و عدم التكليف بما لا مصلحة فيه " 1 .
و العدل هو الإثابة على الحسنة بالحسنة و المعاقبة على السيئة بالسيئة ، و هو من صفات الفعل ، و هو من الصفات الثبوتية لأنه وصف وجودي و مما يتطلبه الكمال المطلق للذات الإلهية 2 .
و مسألة العدل في علم الكلام هي من المسائل الفوارق بين المعتزلة و الإمامية ـ من جانب ـ القائلين بالتحسين و التقبيح العقليين ، و بين الأشاعرة ـ من جانب آخر ـ القائلين بالتحسين و التقبيح الشرعيين ، و للأهمية مسألة العدل كمسألة فارقة نجد الفريق الأول يُفرد هذه المسألة بالبحث بصورة مستقلة و يعطيها عنوانا مستقلا من بين سائر الصفات الثبوتية الكمالية ، و لهذا فقد سُمي الفريق الأول بـ " العدلية " نسبة إلى القول بالعدل القائم على فكرة التحسين و التقبيح العقليين .
أما كلمة " العدل " فقد استُعملت في القرآن الكريم في أكثر من مدلول نشير إلى أهمها كالتالي :
1. العدل بمعنى الاستقامة في الفعل بوضع الشيء موضعه ، فلا ظلم و لا جور ، و تدل عليها الآيات القرآنية التالية :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ ... وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ... 3 .
و قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ 4 .
2. العدل بمعنى الإنصاف الذي يأتي بين الظلم و التفضّل 5 ( الإحسان ) و يكون هذا في المعاملة ، فلا جور بإنقاص الحق و لا تفضل بالزيادة عليه ، و منه قول الله تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 6 .

  • 1. خلاصة علم الكلام : 141 ، للعلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي .
  • 2. خلاصة علم الكلام : 142 .
  • 3. القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 58 ، الصفحة : 87 .
  • 4. القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 159 ، الصفحة : 170 .
  • 5. التفضّل هو فوق العدل هنا ، يقول الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) " إن الله أمر بالعدل و عاملنا بما فوقه و هو التفضّل ، و ذلك أنه تعالى يقول : ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 160 ، الصفحة : 150 .
  • 6. القران الكريم : سورة النحل ( 16 ) ، الآية : 90 ، الصفحة : 277 .