حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
ما هو مصير أطفال المؤمنين بعد موتهم، و هل سيحاسبهم الله، أم يدخلون الجنة بغير حساب؟
هل للاطفال حساب؟
إن الأطفال الذين يدركهم الموت و هم دون مرحلة البلوغ و التكليف الشرعي 1 يكون الحساب مرفوعاً عنهم لأن القلم مرفوع عنهم ما داموا دون سن البلوغ، فلا تكليف في عالم الدنيا قبل البلوغ حتى يحاسبو بعد موتهم لانهم ماتوا قبل سن التكليف، و ذلك لِما رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ (عليه السَّلام) أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله): "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يُفِيقَ، وَ عَنِ الطِّفْلِ حَتَّى يَحْتَلِمَ" 2 .
مصير أطفال المؤمنين بعد الموت:
أما مصير أطفال المؤمنين بعد موتهم فقد وردت فيهم روايات بمضامين مختلفة من أنهم سيُراعَون و يُربَّون تربية ربانيّة إلى أن يرد أحد ذويهم إلى البرزخ فيدفعون اليه أو يبقون إلى أن يهدوا إلى آبائهم يوم القيامة.
و من هذه الروايات ما تصرح بانّ هؤلاء الاطفال يحضنهم النبي إبراهيم (عليه السلام) و تربّيهم زوجته سارة (عليها السلام)، فقد رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَفَّلَ إِبْرَاهِيمَ وَ سَارَةَ أَطْفَالَ الْمُؤْمِنِينَ يَغْذُوَانِهِمْ بِشَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ لَهَا أَخْلَافٌ كَأَخْلَافِ 3 الْبَقَرِ فِي قَصْرٍ مِنْ دُرَّةٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُلْبِسُوا وَ طُيِّبُوا وَ أُهْدُوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَهُمْ مُلُوكٌ فِي الْجَنَّةِ مَعَ آبَائِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... ﴾ 4 ، 5 .
و منها ما تؤكّد بأنّ هذه التربية و الحضانة تكون بيد مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فقد رَوى أبو بصير عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنَّهُ قالَ: "إِذَا مَاتَ طِفْلٌ مِنْ أَطْفَالِ الْمُؤْمِنِينَ نَادَى مُنَادٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَدْ مَاتَ، فَإِنْ كَانَ مَاتَ وَالِدَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا أَوْ بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ دُفِعَ إِلَيْهِ يَغْذُوهُ، وَ إِلَّا دُفِعَ إِلَى فَاطِمَةَ (عليها السَّلام) تَغْذُوهُ حَتَّى يَقْدَمَ أَبَوَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا أَوْ بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِهِ فَتَدْفَعُهُ إِلَيْهِ" 5 .
و يمكن الجمع بين هذه الروايات، بأن تكون فئة منهم هكذا و فئة أخرى كذلك أو يكون الإشراف من ناحية فاطمة (عليها السلام) والحضانة و التربية بيد النبي إبراهيم و زوجته سارة (عليهما السلام).
- 1. يتحقق البلوغ بإكمال الصبي السنة الخامسة عشرة من عمره و دخوله في السادسة عشرة، أو بظهور علائم الرجولية فيه، و هي خروج المني ، أو نبات الشعر الخشن على عانته، و بإكمال البنت التاسعة من عمرها و دخولها في سِن العاشرة، و تكون المحاسبة بالسنين القمرية.
- 2. دعائم الإسلام: 1 / 194.
- 3. الأخلاف: جمع خِلف، و هو الضرع لكل ذات خف.
- 4. القران الكريم: سورة الطور (52)، الآية: 21، الصفحة: 524.
- 5. a. b. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص: 490 .