حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
ما هو واجب المسلمين في شهر رمضان تجاه ما يجري في غزة ؟
شهر رمضان الكريم هو شهر الله و شهر البركة و الرحمة ، و هو عند الله أفضل الشهور ، و هو مدرسة لتربية النفوس و تزكيتها ، و الحكمة من تشريع الصيام في هذا الشهر العظيم هو تثبيت الاخلاص في نفوس المؤمنين .
و من الواضح أن الضمير الانساني يحتم على كل إنسان أن لا يتجاهل ما يجري على أهالي غزة و خاصة النساء و الاطفال ، و لا يقف موقف المتفرج ، فكيف بالمسلمين و خاصة في شهر رمضان المبارك .
إنه يجب علينا كمسلمين أن نقف دائماً و خاصة في هذا الشهر الفضيل جنباً إلى جنب مع إخواننا و أخواتنا و أطفالنا و الجرحى و عوائل الشهداء و جميع سكان غزة الذين يعانون من الفقر و الجوع و المرض و يتحملون أنواع الشدائد و شتى أشكال الحرمان ، فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنصرتهم بكل ما نملك من القوة ، و أن ندعمهم و ندعم قضيتهم بكل الوسائل و السبل الممكنة و المتاحة سياسياً و إقتصادياً و طبياً و إعلامياً .
قال رسول الله صلى الله عليه و آله : "مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَ مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِم" 1 .
و هنا أذكر نفسي أولاً ثم أذكر المسلمين جميعاً ببعض ما جاء في خطبة النبي المصطفى صلى الله عليه و آله التي استقبل بها شهر رمضان المبارك ، و الذي قال في مستهلها : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ ، وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ ، وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي ، وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ ، هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ ، وَ جُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ ، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ ، وَ نَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ ، وَ عَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ ، وَ دُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ " .
ثم أشار إلى نقاط مهمة كأنها تخص ما يجب علينا في هذا اليوم تجاه أهالي غزة قائلاً :
-
وَ اذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَ عَطَشِكُمْ فِيهِ جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ عَطَشَهُ .
-
وَ تَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَ مَسَاكِينِكُمْ .
-
وَ تَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ .
-
أَيُّهَا النَّاسُ : مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ ، وَ مَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ . فَقَالَ صلى الله عليه و آله : اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، اتَّقُوا النَّارَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ .
-
أَيُّهَا النَّاسُ : ... مَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ .
-
أَيُّهَا النَّاسُ : إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ ، وَ أَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ ، وَ الشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ " 2.
- 1. الكافي : 2 / 164 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 2. وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 10 / 313 ، حديث رقم : 13494 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .