• الامام الحسين (عليه السلام)
نشر قبل 8 سنوات
مجموع الأصوات: 188
القراءات: 91724

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

خطبة الامام الحسين في يوم عاشوراء و هو يخاطب الأعداء

دَعَا الْحُسَيْنُ عليه السلام بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا وَ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ــ وَ جُلُّهُمْ يَسْمَعُونَ ــ .
فَقَالَ:

 " أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي‏ وَ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ عَلَيَّ وَ حَتَّى أُعْذِرَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمُونِي النَّصَفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ، وَ إِنْ لَمْ تُعْطُونِي النَّصَفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ‏ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً، ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ،‏ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ‏".

ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ ذَكَرَ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ وَ أَنْبِيَائِهِ فَلَمْ يُسْمَعْ مُتَكَلِّمٌ قَطُّ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ أَبْلَغُ فِي مَنْطِقٍ مِنْهُ.
ثُمَّ قَالَ:

" أَمَّا بَعْدُ، فَانْسُبُونِي فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا، ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَاتِبُوهَا فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلُحُ لَكُمْ قَتْلِي وَ انْتِهَاكُ حُرْمَتِي.
أَ لَسْتُ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ وَ ابْنَ وَصِيِّهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَ أَوَّلِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُصَدِّقِ لِرَسُولِ اللَّهِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ؟
أَ وَ لَيْسَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي؟
أَ وَ لَيْسَ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ بِجِنَاحَيْنِ عَمِّي؟
أَ وَ لَمْ يَبْلُغْكُمْ‏ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِي وَ لِأَخِي هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟
فَإِنْ صَدَّقْتُمُونِي بِمَا أَقُولُ وَ هُوَ الْحَقُّ، وَ اللَّهِ مَا تَعَمَّدْتُ كَذِباً مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَيْهِ أَهْلَهُ، وَ إِنْ كَذَّبْتُمُونِي فَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ لَوْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْ ذَلِكَ أَخْبَرَكُمْ، سَلُوا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ، وَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُخْبِرُوكُمْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله لِي‏ وَ لِأَخِي، أَ مَا فِي هَذَا حَاجِزٌ لَكُمْ‏ عَنْ سَفْكِ دَمِي "؟!

فَقَالَ لَهُ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ: هُوَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرْفٍ‏ إِنْ كَانَ يَدْرِي مَا تَقَوَّلَ‏ 1.

فَقَالَ لَهُ حَبِيبُ بْنُ مُظَاهِرٍ: وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكَ تَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى سَبْعِينَ حَرْفاً، وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ مَا تَدْرِي مَا يَقُولُ، قَدْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِكَ.

ثُمَّ قَالَ لَهُمُ الْحُسَيْنُ عليه السلام:

" فَإِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ هَذَا أَ فَتَشُكُّونَ أَنِّي ابْنُ بِنْتِ نَبِيِّكُمْ؟!
فَوَ اللَّهِ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ابْنُ بِنْتِ نَبِيٍّ غَيْرِي فِيكُمْ وَ لَا فِي غَيْرِكُمْ، وَيْحَكُمْ أَ تَطْلُبُونِّي بِقَتِيلٍ مِنْكُمْ قَتَلْتُهُ؟! أَوْ مَالٍ لَكُمُ اسْتَهْلَكْتُهُ، أَوْ بِقِصَاصِ جِرَاحَةٍ "؟!

فَأَخَذُوا لَا يُكَلِّمُونَهُ.

فَنَادَى:

" يَا شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ، يَا حَجَّارَ بْنَ أَبْجَرَ، يَا قَيْسَ بْنَ الْأَشْعَثِ، يَا يَزِيدَ بْنَ الْحَارِثِ، أَ لَمْ تَكْتُبُوا إِلَيَّ أَنْ قَدْ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ، وَ اخْضَرَّ الْجَنَابُ، وَ إِنَّمَا تَقْدَمُ عَلَى جُنْدٍ لَكَ مُجَنَّدٍ "؟!

فَقَالَ لَهُ قَيْسُ بْنُ الْأَشْعَثِ: مَا نَدْرِي مَا تَقُولُ، وَ لَكِنِ انْزِلْ عَلَى حُكْمِ بَنِي عَمِّكَ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يُرُوكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ.

فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ:

" لَا وَ اللَّهِ لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ، وَ لَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ ".

ثُمَّ نَادَى:

يَا عِبَادَ اللَّهِ‏، إِنِّي ﴿ ... عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ 2،‏ أَعُوذُ ﴿ ... بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ 3 .

ثُمَّ إِنَّهُ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ وَ أَمَرَ عُقْبَةَ بْنَ سِمْعَانَ فَعَقَلَهَا، وَ أَقْبَلُوا يَزْحَفُونَ نَحْوَه‏ 4.

  • 1. هكذا في النسخ الخطية، لكن الصحيح: ما يقول، و هو موافق لنقل الطبريّ و الكامل.
  • 2. القران الكريم: سورة الدخان (44)، الآية: 20، الصفحة: 497.
  • 3. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 27، الصفحة: 470.
  • 4. الإرشاد في معرفة حُجَج الله على العباد : 2 / 97 ، للشيخ محمد بن محمد النُعمان المُلقَّب بالشيخ المُفيد ، المولود سنة : 336 هجرية ببغداد ، و المتوفى بها سنة : 413 هجرية ، طبعة سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .

تعليقتان

صورة محمد يوسف الحسيني

علوم الامام الحسين يوم عاشوراء

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد واله وصحبه المنتجبين
هناك كتاب قديم لعله المفيد في ذكر السبط الشهيد من تاليف العلامه الجليل السيد عبد الحسين ابراهيم العاملي الحسيني حيث مذكور ربما في هذا الكتاب في الطبعات القديمه او في غيره لنفس المؤلف الجليل ان الامام الحسين بعدما قام جنود بني اميه بقتل طفله الرضيع عبد الله ذهب الامام الحسين الى خيم النساء واخذ مراة كبيره وسلطها على الشمس وسلط ضؤ الشمس المنعكس عن المراة على غيمة صغيره كان بعض قتلة الطفل الرضيع يستظلون بظلها وبعد فتره والامام الحسين يسلط ضؤ الشمس عليها تبخرت هذه الغيمه واختفت يمكنكم التاكد من ذلك باستخدام مراة صغيره وان كانت المراة الكبيره افضل وعكس ضؤ الشمس على غيمه صغيره ستجدون ان الغيمه ستتبخر وتختفي بالتدريج بعد حوالي خمسه الى عشرة دقائق ونحن نسلط ضؤ الشمس المنعكس عن المراة الى الغيمه مع العلم ان المراة يجب ان تكون مستويه عاديه لامقعره ولامحدبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صورة العلاقات العامة (PR Islam4u)

حادثة كربلاء والتحريفات

السلام عليكم ورحمة الله .. إن حادثة مقتل الإمام الحسين (ع) وأصحابه وما جرى على أهل بيته ونسائه كل ذلك لم يسلم من يد التحريف التزوير ولا يبعد أن ما ذكرته من حدث في أرض كربلاء يكون ضمن تلك التحريفات المغرضة .