حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
- الجنة - الجنة والنار - النار - خلق الجنة - خلق النار
هل أن الله خلق الجنة و النار و أنهما موجودتان فعلاً ، أم أنه سبحانه سوف يخلقهما ؟
رغم وجود أراء مختلفة حول خلق الجنة و النار و وجودهما الفعلي إلا أن الأدلة الصريحة تؤكد أنهما مخلوقتان و موجودتان فعلاً ، و في ما يلي نبرهن على خلق الجنة و النار :
1. هناك آيات عديدة في القرآن الكريم تدلّ دلالة صريحة على أن الله قد خلق الجنة و كذلك النار و هما موجودتان في مكان ما من هذا الكون الفسيح ، و مما يؤكد ذلك أن الله سبحانه و تعالى أَخْبَرَ بخلق الجنة و النار بلفظ الماضي مستخدماً كلمة " أُعِدَت " أي " هُيّأت " و دلالة هذه الكلمة واضحة في أن الجنة و النار قد خلقتا فعلا و هما مهيأتان و معدتان بل موجودتان في الحال الحاضر ، و إلا لزِمَ الكَذِب ، و في ما يلي نشير إلى مجموعة من هذه الآيات :
الآيات الدالة على خلق الجنة و النار :
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ 1 .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ 2 .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ 3 .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ 4 .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ 5 .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ 6 .
· قال الله تعالى في القرآن الكريم : ﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ﴾ 7 .
2. ثم ان القرآن الكريم يؤكد في قصة المعراج على أن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) قد رأى جبرائيل للمرة الثانية و يقول : ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ 8 أي أنه ( صلَّى الله عليه و آله ) رأى جبرائيل عند سدرة المنتهى ، التي تقع عند الجنة ، و هو دليل واضح أيضا على خلق الجنة و وجودها الفعلي .
الأحاديث الدالة على خلق الجنة و النار :
أما الأحاديث الدالة على خلق الجنة و النار فهي كثيرة منها :
عن أبي الصّلت : قال قلت ـ للإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) ـ يابن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : أخبرني عن الجنة و النار أهما اليوم مخلوقتان ؟ قال : " نعم ، و إن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) قد دخل الجنة و رأى النار لماّ عُرج به إلى السماء " قال فقلت له : إن قوماً يقولون إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال ( عليه السَّلام ) : " ما أولئك منا و لا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة و النار فقد كذّبَ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و كَذّبنا و ليس من و لايتنا على شيء و يُخلّد في نار جهنم ، قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ 9 ، و قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لمّا عُرج بي إلى السماء ، أخذ بيدي جبرائيل فأدخلني الجنة ، فناولني من رطبها فأكلته ... " 10 .
أراء العلماء في خلق الجنة و النار :
و لكي يكون السائل على علم بآراء العلماء في هذا المجال نشير إلى أهمها كالتالي :
1. قال الشيخ المفيد : " إن الجنة و النار في هذا الوقت مخلوقتان ، و بذلك جاءت الأخبار ، و عليه إجماع أهل الشرع و الآثار " 11 .
2. قال المحقق الطوسي : " من قال بخلق الجنة قال بخلق النار ، و لهذا القول شواهد من الكتاب و السنة ... " .
- 1. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 133 ، الصفحة : 67 .
- 2. القران الكريم : سورة الحديد ( 57 ) ، الآية : 21 ، الصفحة : 540 .
- 3. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 89 ، الصفحة : 201 .
- 4. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 100 ، الصفحة : 203 .
- 5. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 4 .
- 6. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 131 ، الصفحة : 66 .
- 7. القران الكريم : سورة الفتح ( 48 ) ، الآية : 6 ، الصفحة : 511 .
- 8. القران الكريم : سورة النجم ( 53 ) ، الآيات : 13 - 15 ، الصفحة : 526 .
- 9. القران الكريم : سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية : 43 ، الصفحة : 533 .
- 10. الاحتجاج : 2 / 191 ، و بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 4 / 4 ، و 8 / 119 ، و 8 / 283 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
- 11. أوائل المقالات : 141 .
5 تعليقات
استفسار
أضافه عمرو في
مولانا الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل يدخل الجنة غيرُ المسلمين؟ ومن هو المسلم من وجهة نظر فضيلتك؟ هل للعمل الصالح أن يُدْخِلَ صاحبة الجنة حتى لو كان غير مسلم؟
جزاكم الله عنا ألف خير
أضافه محمد الجولاني في
جزاكم الله عنا ألف خير
السلام عليكم الحمد لله على
أضافه علي حمادة ابو ح... في
السلام عليكم الحمد لله على نعمة القران :لكن ما تفسير كل شي هالك الا وجهه اذا كانت الجنة والنار مخلوقتان فوجب هلاكهم
السلام عليكم
أضافه عامر في
كل شيء هالك الا وجهه ،،،
عندما ينفخ بالصور سوف يهلك كل البشر الاحياء ، ثم ان الله يحييهم من جديد ويبعثهم
كذالك الامر بالنسبه لكل شيء للجنه للنار للجبال لكل شيء
هل هلاك البشر عند النفخ بالصور يعني ان البشر غير موجودين ؟
كل شيء سيهلك لا يعني عدم وجوده
سيهلك وسيبعث من جديد
وجه الله طريق محمد وآل محمد
أضافه العلاقات العامة... في
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق باسناده عن صفوان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: (كل شئ هالك إلا وجهه) قال: من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك، ثم قرأ: (من يطع الرسول فقد أطاع الله).وبإسناده أيضا عن صفوان عنه عليه السلام قال: نحن وجه الله الذي لا يهلك و في المحاسن باسناده عن الحارث النضري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية قال: كل شئ هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه.
وفقكم الله