نشر قبل 18 سنة
مجموع الأصوات: 137
القراءات: 79591

السائل: 

حسن جمعة

العمر: 

54

المستوى الدراسي: 

الدولة: 

المدينة: 

بيروت

هل قص الشعر في هذه الأيام من المكروهات ؟ و ما هي الاعمال المكروهة في هذه المناسبة ... ؟

السوال: 

سماحة الشيخ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قبل كل شىء نعزيكم بمصاب سيد الشهداء أبي عبد الله عليه السلام
السؤال هل قص الشعر في هذه الأيام من المكروهات ؟ و ما هي الاعمال المكروهة في هذه المناسبة الشريفة حيث يكثر الحديث عن هذه و تلك أريد أن أعلمها من جنابكم ؟ و شكرا جزيلا .

الجواب: 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و عظم الله أجوركم و أجورنا بمصاب سيد الشهداء و أبي الأحرار اإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، و بعد :
قص الشعر و ترتيبه ليس حراماً في أيام شهر محرم الحرام ذكرى مصاب الحسين ( عليه السلام ) ، لكن التزيُّن و لبس الثياب التي تُظهر الانسان بمظهر الفرح و السرور لا يتناسب مع مثل هذه الأيام التي هي أيام حزن و مصيبة حيث ينبغي للمؤمن أن يظهر بمظهر الحزين مواساة للعترة الطاهرة التي لاقت ما لاقت في أرض كربلاء و الكوفة و الشام من أنواع الظلم و الجور و القتل و السبي و التشريد ، فلا أقل ينبغي أن يظهر الانسان بمظهر من فقد أعزَّ أعزائه و أقربائه .
قَالَ الإمام علي بن موسى الرِّضَا ( عليه السلام ) : " إِنَّ الْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا وَ هُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا وَ سُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَ نِسَاؤُنَا وَ أُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا وَ انْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا وَ لَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا .
إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ .
فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ .
ـ ثُمَّ قَالَ ( عليه السلام ) ـ : كَانَ أَبِي إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً وَ كَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَ يَقُولُ : هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ " ، ( بحارالأنوار : 44 / 283 ) .
يقول الراوي : فو الله لا أنسى زينب بنت علي ( عليه السلام ) تندب الحسين ( عليه السلام ) و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب ، يا محمداه : صلى عليك ملائكة السماء هذا الحسين مرمل بالدماء مقطع الأعضاء و بناتك سبايا إلى الله المشتكى و إلى محمد المصطفى و إلى علي المرتضى و إلى فاطمة الزهراء و إلى حمزة سيد الشهداء .
يا محمداه : هذا حسين بالعراء تسفى عليه الصبا قتيل أولاد البغايا ، وا حزناه ، وا كرباه ، اليوم مات جدي رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
يا أصحاب محمداه : هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا ( اللهوف : 130 ) .

تعليقتان