من المعلوم أن منصب الإمامة كمنصب النبوة منصب إلهي، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار ويعين الأئمة كما الأنبياء ، ولذلك لا يبقى للسن والعمر أي مدخلية في الاختيار، وأن صفات الكمال من العلم والمعرفة والعصمة وغيرها هي السمات التي يتحلى بها المصطفون من عباده، يقول تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾1.
من الفرق المنحرفة والتيارات الفاسدة التي انتشرت في عصر الإمام الجواد وما قبله الغلو بأهل البيت ، وقد وقف الأئمة من أهل البيت الأطهار بالمرصاد للمغالين فيهم، فردوهم وأفحموهم بالحجة والبرهان، وأمروا أتباعهم وأصحابهم بالابتعاد عنهم واجتنابهم.
هو من أئمّة أهل البيت، تاسع الأئمّة عند الشيعة، ولد عام 195. ورث الشرف من آبائه وأجداده، واستسقت عروقه من منبع النبوّة وارتوت شجرته من منهل الرسالة. قام بأمر الولاية بعد شهادة والده الرضا ـ عليه السلام ـ عام 203 واستشهد ببغداد عام 220. أدرك خلافة المأمون وأوائل خلافة المعتصم.
قصد المأمون بغداد بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام)، وخرج يوماً للصيد، فمَرَّ في أثناء الطريق برَهط مِن الأطفال يلعبون، ومحمد بن علي الجواد (عليه السلام) معهم، وكان عمره يومئذٍ إحدى عشرة سنة فما حوله.
روى الحسنُ بن محمّد بن سليمان ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أَبيه ، عن الريان بن شبيب قالَ : لمّا أَرادَ المأمونُ أَن يُزوِّج ابْنَتَه أمَّ الْفَضْل أَبا جعفر محمد بن عليّ ( عليهما السلام ) بَلَغَ ذلك العباسيّين فغَلُظَ عليهم و اسْتَكْبَروه ، و خافُوا أَنْ يَنْتَهِيَ الأمرُ معه إِلى ما انتَهى مع الرضا ( عليه السَّلام ) فخاضوا في ذلك ، و اجْتَمَعَ منهم أَهلُ بيته الأدْنَونَ منه .
السيدة حكيمة خاتون هي بنت الإمام محمد بن علي الجواد ( عليه السَّلام ) ، و كانت ذات مكانة سامية حيث أوكل لها الامام علي بن محمد الهادي ( عليه السَّلام ) أمر تعليم السيدة نرجس والدة الامام المُنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) فقامت بدورها بأحسن وجه . كما أنها قامت بدور القابلة في ولادة الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) ، كما أنها روت بعض الأحاديث ، و قامت في فترة الغيبة الصغرى بدور الوسيط بين الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) و بين الشيعة ، فكانت تنقل الرسائل و الأسئلة إلى الإمام و تحمل تواقيع الإمام ( عليه السَّلام ) إليهم .