فترة ثلاث سنوات كان النبي « صلى الله عليه وآله » يمارس الدعوة فيها بالخفاء ، خوفاً من مضايقات قريش ، حتى نزل قوله تعالى : ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ ...فلا مانع إذن ، من الإستفادة من التقية في الحدود التي لا تضيع فيها أحكام الشريعة ، ويتم بيانها في الوقت المناسب .
قلنا : أما ظاهر الآية فغير دال على توجهها إلى النبي صلى الله عليه وآله ولا فيها ما يدل على أنه خطاب له ، بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه . وفيها ما يدل عند التأمل على ان المعني بها غير النبي صلى الله عليه وآله لأنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي صلى الله عليه وآله في قرآن ولا خبر مع الأعداء المنابذين ، فضلا عن المؤمنين المسترشدين .
هذا الحديث وإن لم يرو بهذا اللفظ من طرق الشيعة الإمامية ، وهو ضعيف سنداً عند القوم ، إلا أن معناه صحيح ، وقد وردت في معناه روايات كثيرة محذرة من عدم ذكر الآل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله . منها : ما رواه الحر العاملي في الوسائل 4 / 1219 عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من صلى عليَّ ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد على مسير خمسمائة عام .
لما توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بني النضير عمد إلى حصارهم، فضرب قبته في أقصى بني خطمة من البطحاء. فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم، فأصاب القبة، فأمر النبي أن تحول قبته إلى السفح، وأحاط بها المهاجرون والأنصار. فلما اختلط الظلام فقدوا أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ فقال الناس: يا رسول الله، لا نرى علياً. فقال (صلى الله عليه وآله): أراه في بعض ما يصلح شأنكم. فلم يلبث أن جاء برأس اليهودي الذي رمى النبي (صلى الله عليه وآله).
أما الجواب عن السؤال الأول : فنحسب أن ما تقدم في الجزء السابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر ، وكذا ما تقدم من الكلام حول الشورى في بدر 1 كاف فيه ، ونزيد هنا تأييداً لما ذكرناه هناك ما يلي : 1 ـ قد يقال : إن بعض الروايات تفيد : أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن يستشير أصحابه إلا في أمر الحرب .
رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قَالَ: "صَدَقَتُكَ عَلَى الْفَقِيرِ صَدَقَةٌ، وَ عَلَى الْأَقْرِبَاءِ صَدَقَتَانِ، لِأَنَّهَا صَدَقَةٌ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ" 1.
إن السجود على التربة الحسينية ليس واجباً عند الشيعة ، بل الواجب هو السجود على الأرض أو ما أنبتت ، ما عدا المأكول والملبوس ، وتربة الحسين « عليه السلام » هي من جملة التراب الذي يصح السجود عليه ، فلماذا يسأل عن دليل جواز السجود عليه ، فإن جميع المسلمين يجيزون السجود على التراب . .
عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم جالساً، وعنده نفر مِن أصحابه، فيهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إذ قال: ( مَن قال لا إله إلاَّ الله دخل الجَنَّة ). فقال رجلان مِن أصحابه: فنحن نقول: لا إله إلاَّ الله.
إن ما فعله رسول الله «صلى الله عليه وآله» في نطاق هداية الأمة، وإخراجها من الظلمات إلى النور، لا يقاس به عمل أحد من الأولين والآخرين، من الأنبياء والأوصياء، والصالحين .. وقد لاقى «صلى الله عليه وآله» من الأذى، وبذل من الجهد، ما لا يقاس به أحد سواه. أما السيد الخميني، فإنما جاء إلى أمر ممهد، وطريق معبد .. فالشعب مسلم ومؤمن بربه، قد تربى بجهود العلماء والصالحين على خصال الخير والصلاح، ولديه الإستعداد النفسي لطاعة أهل الإستقامة والتقوى. والإنقياد لهم، فدعاه السيد الخميني فأجاب.
قد غاب عن هذه البيعة بنو هاشم، وكثيرون غيرهم .. وقام بها لأبي بكر جماعة من المهاجرين الحاقدين على الإمام علي [عليه السلام]، وأهل بيته .. فإجبار الأوس والخزرج على البيعة، لم يحصل في اجتماع السقيفة، وإنما حصل في اليوم التالي حينما حضر الألوف من بني أسلم فجأة.
روى الخطيب عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم يقول : "إنّ على الصراطِ لَعقبةٌ لا يجُوزُها أحدٌ إلا بجوازٍ من علي بن أبي طالب" 1.
إنه لا ريب في أن الإمام علياً (عليه السلام)، هو نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما دلت عليه آية المباهلة، كما لا ريب في أن للنبوة الخاتمة الفضل الأتم، والمقام الأعظم .. وللإمامة المتصلة بالنبوة الخاتمة خصوصية في الفضل لا تصل إليها حتى إمامة النبي إبراهيم (عليه السلام)، فضلاً عن إمامة غيره.
وثمة خلاف بين المؤرخين في من ؟ ومتى ؟ وكيفية إسلام أول دفعة من أهل المدينة . ولكننا نستطيع أن نؤكد على أن الإسلام قد دخل المدينة على مراحل . فأسلم أولاً : أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد القيس ، حينما كان المسلمون محصورين في الشعب ، ثم أسلم خمسة ، أو ثمانية ، أو ستة نفر بعد ذلك ، ثم كانت بيعة العقبة الأولى ، ثم كانت بيعة العقبة الثانية.
ان النبي، والإمام علي قد أرادا إظهار فضل السيدة فاطمة الزهراء على الناس كلهم ، بصورة عملية ، فهو نظير قول الإمام علي: كنا إذا اشتد البأس (أو حمي الوطيس) لذنا برسول الله .فإنه عليه السلام كان كراراً في الحرب غير فرار ، كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله . .