يُعرف الامام محمد بن علي ( عليه السَّلام ) خامس أئمة أهل البيت (عليهم السَّلام) بالباقر لأنَّهُ بَقَرَ العلمَ بقراً، و معنى ذلك هو أن الامام الباقر (عليه السَّلام) شق العلم شقاً و أخرج كنوزه من مخبئه الذي كان يُحيط به، تماماً كالجنين الذي يكون مختبئاً في بطن إمه و بشق البطن يظهر الجنين بعد خفائه كما هو الحال في العملية القصرية للولادة.
نعم لقد شاء الله عَزَّ و جَلَّ أن يُظهر ما ظل مستوراً من العلوم و الاحكام التي أودعها نبيه المصطفى (صلى الله عليه و آله) على يد الامام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام) حيث تغيَّرت الظروف و حصل بعض الانفراج فقام الباقر (عليه السَّلام) بإستغال هذه الفرصة إستغلالاً تاماً فنشر تلك العلوم بين الناس و تمكَّن من تربية ثُلَّةً من العلماء و المحدثين أصبحوا فيما بعد من أعلام الامة و نجبائها و ثقاتها المتميزين أمثال محمد بن مسلم و زرارة بن أعين و بُريد بن معاوية العجلي و أبو بصير بن ليث البختري المرادي الذين قال عنهم الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنهم أوتاد الأرض و أعلام الدين و لولاهم لانقطعت آثار النبوة و أندرست.