الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الصدّيقة قدوة الرجال والنساء

عندما يطلب من المرأة أن تكون قدوة للنساء، إنما يكون باعتبار الجنس وبملاحظة التقارب في السلوكية والتشابه في الخلقة. فتقول على النساء أن يقتدين بالسيدة زينب عليها السلام باعتبارها نموذجاً وقدوة لكافة النساء، ولأنها امرأة والنساء نساء فعليهن أن يقتدين بها ويجعلنها أسوة لهن. لكن القول في الصدّيقة الكبرى لعله يأخذ صورة أخرى. فهي ليست قدوة للنساء فحسب، بل وقدوة للرجال أيضاً، بل هي قدوة للرجال ومن ثم النساء. ذلك لان الله تعالى خلق نوراً واحداً ثم قسمه ثلاثة أقسام؛ قسم منه هو نور نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الثاني هو نور الإمام علي عليه السلام والأئمة من ولده، وأما الثالث من الأقسام فهو نور فاطمة الزهراء عليها السلام الذي خلق الله منه السموات والأرض.

وهذا يعني فيما يعني أنها سلام الله عليها كانت في رتبة قريبة من رتبة أبيها سيد البشرية جمعاء رجالًا ونساء. كيف لا وهي بضعة منه، وليس بعدئذ لقائل أن يزعم إنها امرأة فحسب فيختص كونها قدوة للنساء دون الرجال، لانها شطر وقسم من نفس النور الإلهي. فلابد للرجل وللمرأة على السواء أن يتخذن منها بخلقها الكريم وسيرتها العطرة الزكية قدوة ومناراً يهتدي به، ويرسم الإنسان به شخصيته ويحدد معالمها 1.

 

  • 1. کتاب فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين، لآية الله السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته.