الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

حجية المعارف القلبية

و البحث فيها من جهات :

الجهة الأولى

في بيان المراد من المعارف القلبية

ان الحديث عن المعارف القلبية متشعب و طويل و سوف نتناول منه ما يهمنا في بحثنا و عن المقدار الذي يكون فيه حجة متميزة عن غير الحجة .

يتفق الفلاسفة على أن هناك نحوين من الادراكات التي يتوصل بها الإنسان لمعرفة الحقائق الأول هي الادراكات العقلية و الثاني هو الإدراكات القلبية ، و ضابطة التفصيل بينهما يعتمد على كيفية الإدراك فالأول يتم عن طريق الصور الحصولية للأشياء و الثاني يتم عن طريق الإدراكات الحضورية و هو الارتباط بالشيء ارتباطاً ما .
توضيح ذلك : ان الإدراكات العقلية تعتمد على الصور و يختلف مدى ارتباط هذه الصور بالمادة حسب المراتب .
ففي الصورة الحسية فان نفس الصورة و ان كانت مجردة عن الخارج إلا ان لها ثلاثة تعلقات :
1 ـ من جهة الابعاد الطول و العرض و العمق .
2 ـ من جهة المشخصات و الالوان .
3 ـ لابد من محاذات وجود خارجي محسوس ، ففيها تجرد عن نفس المادة و لها ثلاث تعلقات من لوازم المادة .
اما الصورة الخيالية ففيها شيء من اللطافة اذ يضاف اليها تجرد عن المحاذات لشيء محسوس لكن مع تعلق من جهة الابعاد و من جهة العوارض المشخصة .
اما الصورة الوهمية فيضاف اليها تجرد عن الابعاد الثلاثة و عن العوارض لكن تبقى لها تعلق باعتبار وجوب اضافتها إلى الجزئي الحقيقي كحب زيد و بغض عمر و هكذا .
و اما في العقل العملي و النظري ففيه تجردات تامة لكن يبقى له تعلق بالصور .
و النفس في ادراكها لهذه الصور المختلفة لها إياب و ذهاب و خلط و ترتيب و ربط بين هذه الصور المختلفة ، فقد تغرب عن الصور الحسية اي الوهمية أو الخيالية و تحمل المعنى الوهمي على المعنى الحسي و هكذا .
و هذا ما يسمى في الاصطلاح ان النفس لها حركة تجرد و تعلق .
اما المعارف القلبية فهي أشد تجردا حيث لا تتعلق بالصور كما في الادراكات العقلية بل هو الارتباط بالشيء بنحو ما .
و للنفس أيضا اياب و ذهاب في مراتب المعارف القلبية الاربعة و هي :
1 ـ القلب و هو الارتباط بحقائق الاشياء من دون توسط الصور المادية ، نعم يدرك في هذه المرحلة الصور العينية البرزخية كما في سماع انين الموتى من الصالحين و كذلك تشمل ادراكات عالم المثال ، و يقال حينئذ انها تدرك صور الجوهر المثالي .
2 ـ السر و هي الادراكات التي فوق عالم البرزخ و المثال فهي اكثر سعة من مرتبة القلب و اكثر احاطة وجودية .
الخفي و الاخفى و هي المرتبة المتعلقة بالانوار الربوبية و ادراك الاسماء الالهية .
اذا اتضح ذلك نقول :
1 ـ إنه كما ان الادراكات العقلية موجودة في كل انسان لكن قد لا يستطيع البعض استخدامها و يعجز عن الوصول حتى إلى القوة الوهمية بل تظل نفسه محبوسة بين الحس و الخيال ، فهكذا المراتب القلبية فهي مراتب شأنية يستطيع كل انسان ان ينالها لكن تحتاج إلى قوة ايمانية و كمالات عالية حتى يكون للنفس سبح في هذه المراتب و لا ينالها الا ذو حظ عظيم ، و الإنسان بعمله و مناعة نفسة يرتقي إلى هذه المراتب .
2 ـ ان التمييز بين المراتب القلبية الأربعة هو التمييز في الحدود الوجودية .
3 ـ ان مدرسة أهل البيت عليهم السلام تبنت الرؤية القلبية للذات المقدسة لا الرؤية الحصولية الوهمية و لا الخيالية و لا الحسية و أما الرؤية العقلية بتوسط المعاني المجردة فقد أثبتتها العديد من الروايات الواردة عنهم المتضمنة للتنبيه على لزوم الوحدة و البساطة في المعاني و الصفات و عدم تطرق التركيب العقلي التحليلي فيها ، و أنه الفارق في التوصيف العقلي للذات الواجبة عن الممكنات و هو متطابق مع ما قام عليه البرهان الحكمي .
و في بعض الروايات 1 انه لو احيل الادراك بالمعاني العقلية لكانت المعرفة أمر لا يطاق عند عامة البشر ، كما أن الروايات نبهت على أن المعبود هو المحكي بالمعاني العقلية و هو المسمى لا نفس المعاني العقلية و هي الاسم . فالذات المقدسة لا تقتنص بحس و لا بوهم و لا بخيال لعدم الحدود و المقدار فيه . فكيف يمكن اقتناصها بتلك القوى و اثبات الرؤية الحسية لها ، نعم الادراكات العقلية هي الحالة الوسط بين الادراكات الصورية النازلة و بين الادراكات القلبية ، و لذا فهي بوابة على الغيب لكنها تبقى معان حاكية و ليست هي نفس المحكي أي ليست هي نفس الواقع ، و هذه الادراكات العقلية بهذا المقدار ، و الحاكية عن أقصى غيب الغيوب و هو الباري جل و علا هو المقدار المكلف به الناس . اي العبادة عبر ادراكاتهم العقلية .
4 ـ فوائد المعارف القلبية :
آ ـ ان الإنسان لم يخلق للخلود في هذا العالم بل هو مخلوق لعوالم أخرى ، فهو يعيش منذ ولادته عالمه البرزخي بمعنى إنه يصنع بأعماله و عقائده عالمه البرزخي ، و عندما يتكامل و يبلغ و يرشد يصنع حياته الاخروية التي هي بعد الحياة البرزخية في عين عيشه حالياً للحياة الدنيوية ، و المراتب القلبية تجعله مشرفاً على تلكم العوالم .
و قد يظن البعض أن هذا نوع من الخيال و تسطير الكلمات فما الحاجة إلى الاشراف على هذه العوالم و هو لم يعشها بمعنى لم يحن ظرفها الزماني فنقول : ـ خير مثال على ذلك الطفل الذي يعيش في بطن امه يكون له اذن و انف و فم و لسان و شفتين و كل شيء فَلِمَ كل هذه الاجهزة هل هى حتى يستعين بها في حياته داخل رحم أمه ؟ بالطبع لا ، من الواضح ان هذه الاجهزة لأجل ان يعيش بها في عالم آخر غير عالم الرحم . و هو عالم الدنيا . و هكذا الإنسان في مراحله القلبية فالانسان لا يحتاج اليها في ادارة شئون عالم الدنيا إلا إنه محتاج لها في عالم الاخرة .
ب ـ ان المراتب القلبية هي السبيل لمعرفة الغيب فكلّ يستطيع ادراك الغيب و كلا يعيش الغيب و لو مرتبة ضامرة .
جـ ـ الفائدة الجليلة و العظيمة في الادراكات القلبية هي رؤية أشرف مرئي و هو نور واجب الوجود .
5 ـ ان الإنسان اذا أدرك بلحاظ المراتب القلبية حقيقة من الحقائق و أراد لها ان تنزل إلى الادراك العقلي النظري فلابد ان تتنزل بمعناها لا بوجودها و حقيقتها ، فالارتباط بين المراتب القلبية و العقل النظري هي بوحدة المعنى و بوحدة المفهوم ، فالمراتب القلبية تدرك الشيء بوجوده العيني و هويته العينية اما القوة العقلية فهي اكثر لاصطياد المدرك بمعناه و مفهومه و يمكن التمثيل للفرق بين الادراكين بمن يدرك الشيء المقابل للمرآة تارة و يدرك تارة أخرى صورته في المرآة .
و المرآة هي القوى الادراكية الحصولية العقلية .
6 ـ ان الادراكات العقلية يتصور فيها التصور و الشك و الترديد و الجزم ، اما في المدركات القلبية فهي صحيحة دوماً على صواب أبدً لا مكان للشك فيها حال المعاينة القلبية . و السر في ذلك إنه في الادراكات العقلية يكون المدرك هو صورة الشيء ، و الحاكي عن الشيء ، فيرد التساؤل عن مدى مطابقته للواقع أو عدم مطابقته ، (وقد ذكرنا في نهاية التنبيه الأول مشكلة الخطأ في الفكر البشري وكيفية معالجته وان تحصيل اليقين في الامور النظرية من الأمور الصعبة) بخلاف ما اذا كان نفس الشيء و عينه حاضرا فإنه يكون يقينا لا لبس فيه و لا ترديد ، و من هنا نجد ان الكثير من روّاد علم المعارف الإلهية اشار إلى ندرة الحصول على اليقين بل كلها ظنون متاخمة لليقين ، و تطرق إلى ذلك السيد الصدر في بحثه عن الاستقراء ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 2 .
و من هنا نعرف السر في حث كثير من العلماء على تنزيه النفس و تربيتها لنيل تلك العلوم اليقينية ، و ألاّ يقتصر على تحصيل العلوم التي لا تتجاوز الصور . إذ الادراكات القلبية أشرف من العلوم الحصولية و إن كانت هي البوابة المأمونة لها .
7 ـ ان مراتب الادراكات القلبية تتفاوت شدة و ضعفا حيث أن الوصول إلى الحقائق تتبع سعة ظرفية الواصل ( المدرِك ) ، فقد يصل الانسان إلى هذه المراتب بنحو العرض ، و قد يصل إلى تلك المراتب و تكون بالنسبة اليه كفصل جوهري حيث يكون قد حصل لذاته تكامل و رقي وجودي أوصله إلى تلك المرحلة فيتصفح حيث ما شاء في العالم الغيبي .
فالذي يدرك الغيب لا يعنى إنه ادرك كل الغيب ، فالله عز و جل لا تحيطه الابصار و القلوب بل عرفته القلوب بحقائق الايمان .
8 ـ مما ذكرنا يتضح السر في أن المسلمين قد صرفوا النظر عن العلوم الحصولية و العلوم المادية ، و اوغلوا في بحوث الاعتقادات و فقه الأحكام من اجل تحصيل ذلك اليقين و نيل المراتب القلبية و ذلك مع تهذيب النفس و انشغالها بالعبادة ، حتى تتهيأ النفس لتصفح انوار الملكوت و تقوى الادراكات القلبية ، فمنهم من وصل إلى المراد و هو المتبع لطريقة أهل البيت (عليهم السلام) و منهم من ضل الطريق و أضل غيره .
9 ـ ان معرفة الإنسان لنفسه هي بوابة المعرفة الربوبية ، و ذلك لأن كل مخلوق هو آية لخالقه ، و كل كامل نازل هو آية للكمال الصاعد فيقال ان كل غيب نازل له حكاية تكوينية لغيب صاعد ، و هذه الحكاية ليست على نسق حكاية الصور الحصولية ، بل هي حكاية الرقيقة عن الحقيقة ، كما عبر بذلك الفلاسفة ، او حكاية المظهر عن الظاهر كما عبر العرفانيون . لكن هذه الحكاية و ان كانت غير قابلة للخطأ و الصواب بل هي صواب دائم إلا انها ليست حكاية احاطة لأن الرقيقة لا تمثل كل كمالات الحقيقة .
10 ـ من الأمور التي تدلل على أهمية الادراكات القلبية هو رجوع جميع الادراكات العقلية اليها بيان ذلك :
إنه قد ثبت في محله رجوع جميع التصورات و التصديقات النظرية إلى البديهيات التصورية و التصديقية و هي رأس مال الإنسان في تحصيل علومه ، و حينما نقوم بتحليل هذه البديهيات نرى انها في تكونها محتاجة إلى الادراكات القلبية فعندما نقول إنه صادق فيعني عدم احتمال اللامطابقة و السر في ذلك ان النفس تدرك ذاتها و وجودها و الصورة نفسها مدركة لديها بالعلم الحضوري فالمحكي و الحاكي كلاهما موجود لدى النفس فلا يحتمل اللانطباق ، و هذا ببركة العلم الحضوري .
و نفس الشيء يقال في أول البديهيات التصديقية و هو استحالة اجتماع النقيضين و ارتفاعهما فموضوع القضية اجتماع النقضين و محمولها هو الامتناع . حيث تقيس النفس بين مفهوم الوجود و نفي الوجود و حيث إن للوجود محكياً ، فترى ان هذا المحكي مع نفي هذا المفهوم لا يجتمعان .
من خلال هذا العرض نصل إلى حقيقة في وجود الإنسان هي إنه في اتصاله بعالم المادة يكون عبر قنطرة الصور الحصولية اما اتصاله بالغيب فهو اتصال حضوري مباشر .

الجهة الثانية

حول ضابطة حجية المعارف القلبية

قد يتراءى لغوية هذا البحث وذلك لما ذكرناه سابقا من ان المدرَك بالقلب هو عين و متن الواقع فلا يحتمل الخطأ ، و بالتالي فهو حجة كله ، بل كل ادراكه صدق ، و لكن في الواقع نحن بحاجة إلى هذا البحث و ذلك لأن العرفاء انفسهم في بحث المكاشفات يشيرون إلى ان المكاشفات على اقسام و ان الادراكات الحضورية على درجات ، و أن بعض الاشياء العينية قد تكون من تسويل و تمثلات العيانية من الشياطين أو كون قوى النفس قد اختلقتها . فلا يمكن القول بحجية كل الادراكات القلبية ، فكما ذكرنا في العلوم الحصولية قد تحصل الحجب و الامراض التي تمنع عن ادراك الحقائق فهنا كذلك تحصل حجب النفس التي تحجب الواقع عن ادراكه ـ و قد تعرضنا تفصيلا في بحث الرؤية القلبية 3 إلى تصرف الشياطين و الجن في قلب الكائن البشري هو تصرف تكويني و فعل حضوري و لكن ليس حضور الحقائق العالية .
ـ و قد ذكر القيصري نفسه في مقدمات شرح الفصوص و السيد حيدر الآملي في نص النصوص ، على ان من الكشف ما هو رحماني و منه الشيطاني و منه النفساني . . .
فقالوا : إن الميزان في تمحيص المكاشفة الصحيحة عن الخاطئة هو الكتاب و السنة باعتبار ان الكتاب ارتباط بعالم الغيب و ان القرآن تنزل من الصقع الربوبي .
نلاحظ مما تقدم ان العرفاء ركزوا على نكتة ان المدركات قد لا تكون من الحقائق فلذا يجب الاعتماد على الميزان المعصوم و ادراك معصوم .
و يتبقى جانب آخر نشير اليه و هو تنزل المدركات القلبية الى المدركات العقلية ، حيث ان العلوم الحضورية يجب ان تنزل إلى القوة العقلية حتى يستطيع ان يستفيد منها الإنسان و تكون مؤثرة في واقعه الحياتي ، و هذا التنزل يجب ان يكون مأموناً و المقصود بالأمن ان الصور الحصولية التي يلتقطها العقل يجب ان تكون متطابقة مع حقائق الاشياء التي توصل اليها بالعلم الحضوري .
فكما ذكرنا سابقا توجد امراض تمنع من تنزل ادراكات العقل النظري و تمنع من سيطرة العقل العملي على القوة السفلى ، فهنا ايضاً توجد امراض و اخطار تمنع من حصول الادراكات العقلية الصحيحة . فالعقل هو كالمرآة التي تنطبع عليه مدركات القلب فقد يكون المنطبِع شبح الحقيقة لا عين الحقيقة و قد تكون الصورة مشوشة .
و بتعبير آخر : ان مرآة العقل قد تصاب بسبب الاخلاق الرديئة او الأعمال السيئة تشوبها حجب فلا تنطبع فيها صور الحقائق بنحو صاف و سليم و من هنا نحتاج إلى ضابط و ميزان لتمييز الحجة من اللاحجة . حيث ليس لنا أمان من الزلل و الخطأ لا في نفس المدرَك ، و لا في تنزله ، و يظهر من هنا الميزة للفرد المعصوم حيث إنه لا يدرك الا ما هو حق و لا يتنزل إلا بتنزل من الحق . و من هنا نرى ان القران يوصف بأوصاف متعددة ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ... 4 فهو مدرك حق ﴿ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ 5 اي المعصومون من الذنوب و الخطأ ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ... 6 فالعصمة في صدوره لا تكفي بل عصمة في التنزل من العوالم العلوية .
فالقران الكريم سار مسيرة طولية من العوالم العلوية إلى نفس النبي الاطهر ( صلى الله عليه و آله ) إلى ان يصل إلى رسم الخط فيجب ان يحرز ان هذا الرسم و الصوت مطابق لقوة الادراك الحسي و هي مطابقة لقوة المخيلة المطابقة لقوة العاقلة العملية المطابقة للعقل النظري المطابق للقلب و مراتبه القلبية المطابق لما اوحي له من الله عز و جل .
لذلك نفي عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) الجنون ونفي عنه الشعر و نفي عنه الكهانة فقواه العقلية تسير بالسير الفطري مطابقة المادون للاعلى و عدم تصرف الشيطان في قلبه ، فكل ذلك الوارد في وصف القرآن و الوارد في وصف الرسول ( صلى الله عليه و آله ) من اجل بيان ان هذه القناة معصومة مأمونة من الخطأ و الزلل . و هذا دليل على أنه ليست كل مدركات القلب حجة و الا لما احتيج إلى كل ذلك التأكيد و دفع الشبهات .
فالضابطة الميزان في كل ذلك هو الكتاب والسنة حيث يعبران عن الوحي المعصوم و كذلك العقل البديهي و النظري فيمكن عرض التنزل على تلك البديهيات ليعلم الصحيح منها من السقيم .
و هذه النتيجة لا تعني انكار الغيب او انكار للمدركات القلبية بل هي الضابطة التي تحتاج اليها النفوس البشرية غير المعصومة . و نحن لا ننفيها بنحو مطلق بل ننفي الحجية المطلقة لها 7 .