الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

فضائل الامام علي عليه السلام على لسان النّبي صلى الله عليه واله

روى سلمة بن قيس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه واله: «عَلِيٌّ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ كَالشَّمْسِ بِالنَّهَارِ فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا كَالْقَمَرِ بِاللَّيْلِ فِي الْأَرْضِ. أَعْطَى اللهُ عَلِيًّا مِنَ الْفَضْلِ جُزْءًا لَوْ قُسِمَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ، وَأَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الْفَهْمِ لَوْ قُسِمَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ. شَبَّهْتُ لِينَهُ بِلِينِ لُوطٍ، وَخُلُقَهُ بِخُلُقِ يَحْيَى، وَزُهْدَهُ بِزُهْدِ أَيُّوبَ، وَسَخَاءَهُ بِسَخَاءِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَهْجَتَهُ بِبَهْجَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَقُوَّتَهُ بِقُوَّةِ دَاوُدَ. وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ حِجَابٍ فِي الجَنَّةِ، بَشَّرَنِي بِهِ رَبِّي وَكَانَتْ لَهُ الْبِشَارَةُ عِنْدِي: عَلِيٌّ مَحْمُودٌ عِنْدَ الحَقِّ، مُزَكَّى عِنْدَ المَلَائِكَةِ وَخَاصَّتِي وَخَالِصَتِي وَظَاهِرَتِي وَمِصْبَاحِي وَجُنَّتِي وَرَفِيقِي، آنَسَنِي بِهِ رَبِّي فَسَأَلْتُ رَبِّي أَلَّا يَقْبِضَهُ قَبْلي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَقْبِضَهُ شَهِيدًا. أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ حُورَ عَلِيٍّ أَكْثَرَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ، وَقُصُورَ عَلِيٍّ كَعَدَدِ الْبَشَرِ. عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ، مَنْ تَوَلَّى عَلِيًّا فَقَدْ تَوَلَّانِي، حُبُّ عَلِيٍّ نِعْمَةٌ، وَاتِّبَاعُهُ فَضِيلَةٌ دَانَ بِهِ المَلَائِكَةُ، وَحَفَّتْ بِهِ الْجِنُّ الصَّالِحُونَ، لَمْ يَمْشِ عَلَى الْأَرْضِ مَاشٍ بَعْدِي إِلَّا كَانَ هُوَ أَكْرَمَ مِنْهُ عِزًّا وَفَخْرًا وَمِنْهَاجًا. لَمْ يَكُ فَظًّا عَجُولًا وَلَا مُسْتَرْسِلًا لِفَسَادٍ وَلَا مُتَعَنِّدًا، حَمَلَتْهُ الْأَرْضُ فَأَكْرَمَتْهُ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بِطْنِ أُنْثَى بَعْدِي أَحَدٌ كَانَ أَكْرَمَ خُرُوجًا مِنْهُ، وَلَمْ يَنْزِلْ مَنْزِلًا إِلَّا كَانَ مَيْمُونًا، أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ الْحِكْمَةَ وَرَدَّاهُ بِالْفَهْمِ، تُجَالِسُهُ المَلَائِكَةُ وَلَا يَرَاهَا، وَلَوْ أُوحِيَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي لَأُوْحِيَ إِلَيْهِ، فَزَيَّنَ اللهُ بِهِ المَحَافِلَ، وَأَكْرَمَ بِهِ الْعَسَاكِرَ، وَأَخْصَبَ بِهِ الْبِلَادَ، وَأَعَزَّ بِهِ الْأَجْنَادَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ يُزَارُ وَلَا يَزُورُ، وَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْقَمَرِ إِذَا طَلَعَ أَضَاءَ الظُّلْمَةَ، وَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ أَنَارَتِ الدُّنْيَا، وَصَفَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ وَمَدَحَهُ بِآيَاتِهِ وَوَصَفَ فِيهِ آثَارَهُ وَأَجْرَى مَنَازِلَهُ، فَهُوَ الْكَرِيمُ حَيًّا وَالشَّهِيدُ مَيِّتًا» 1.

وروى أبو ذر الغفاري:

قال: «بَيْنَمَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله إِذْ قَامَ وَرَكَعَ وَسَجَدَ شُكْرًا لِلهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَال: يَا جُنْدَبُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ فِي عِلْمِهِ، وَإِلَى نُوحٍ فِي فَهْمِهِ، وَإِلَى إِبْرَاهِيمَ فِي خَلَّتِهِ، وَإِلَى مُوسَى فِي مُنَاجَاتِهِ، وَإِلَى عِيسَى فِي سِيَاحَتِهِ 2، وَإِلَى أَيُّوبَ فِي صَبْرِهِ وَبَلَائِهِ 3، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ المُقَابِلِ 4 الَّذِي هُوَ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ السَّارِي وَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ أَشْجَعُ النَّاسِ قَلْبًا وَأَسْخَى النَّاسِ كَفًّا 5، فَعَلَى مُبْغِضِهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين». قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ مِنْ هَذَا المُقْبِلِ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام» 6.

وجاء في كتابَيِ الخطيب الخوارزمي وأبي عبد الله النطنزي:

قال أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك: «بَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ قَوْمًا تَنَقَّصُوا بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ: حَدَّثَنِي غَزَالُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله عِنْدِي إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ، فَنَادَاهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله ضَاحِكًا، فَلَمَّا سُرِيَ عَنْهُ قُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ أَنَّهُ مَرَّ بِعَلِيٍّ وَهُوَ يَرْعَى ذَوْدًا لَهُ 7 وَهُوَ نَائِمٌ قَدْ أُبْدِيَ بَعْضُ جَسَدِهِ. قَالَ: فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ ثَوْبَيْهِ فَوَجَدْتُ بَرْدَ إِيمَانِهِ وَقَدْ وَصَلَ 8 إِلى قَلْبِي» 9. وفي رواية الأصبغ: «أَنَّ عَلِيًّا عليه السلام مَضَى مِنَ المَدِينَةِ وَحْدَهُ، فَأَتَى عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ فَرُئِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله يَبْكِي وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رُدَّ إِلَيَّ عَلِيًّا قُرَّةَ عَيْنِي وَقُوَّةَ رُكْنِي وَابْنَ عَمِّي وَمُفَرِّجَ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِي. ثُمَّ ضَمِنَ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَتَى بِخَبَرِ عَلِيٍّ. فَرَكِبَ النَّاسُ فِي كُلِّ طَرِيقٍ فَوَجَدَهُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَبَشَّرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله بِقُدُومِهِ فَاسْتَقْبَلَهُ، فَمَا زَالَ يُفَتِّشُ عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ وَعَنْ يَسَارِهِ وَعَنْ رَأْسِهِ وَعَنْ بَدَنِهِ. فَقُلْتُ: تُفَتِّشُ عَلِيًّا كَأَنَّهُ كَانَ فِي الْحَرْبِ؟ فَأَخْبَرَنِي عَنْ جَبْرَئِيلَ عليه السلام أَنَّ أَقْوَامًا مِنَ المُشْرِكِينَ يَقْصِدُونَكَ مِنَ الشَّامِ فَأَخْرِجْ إِلَيْهِمْ عَلِيًّا وَحْدَهُ فَخَرَجَ مَعَهُ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فِي أَلْفِ مَلَكٍ وَمِيكَائِيلُ عليه السلام فِي أَلْفِ مَلَكٍ، وَرَأَيْتُ مَلَكَ المَوْتِ يُقَاتِلُ دُونَ عَلِي.

وجاء في أربعين الخطيب، وشرح ابن الفياض، وأخبار أبي رافع:

في خبر طويل عن حذيفة ابن اليمان: «أَنَّهُ دَخَلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله وَهُوَ مَرِيضٌ فَإِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ رَجُلٍ أَحْسَنِ الْخَلْقِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه واله نَائِمٌ فَقَالَ الرَّجُلُ: ادْنُ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِهِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ، قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: كَانَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله: ذَاكَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام كَانَ يُحَدِّثُنِي حَتَّى خَفَّ عَنِّي وَجَعِي».

وَ فِي خَبَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله «كَانَ يُمْلِي عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ فَقَامَ صلى الله عليه واله وَأَمَرَهُ بِكِتَابَةِ الْوَحْيِ» 10.

وروى محمد بن عمرو بإسناده عن جابر بن عبد الله أنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه واله: «مَا عَصَانِي قَوْمٌ مِنَ المُشْرِكِينَ إِلَّا رَمَيْتُهُمْ بِسَهْمِ اللهِ.

قِيلَ: وَمَا سَهْمُ اللهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟

قَالَ صلى الله عليه واله: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مَا بَعَثْتُهُ فِي سَرِيَّةٍ وَلَا أَبْرَزْتُهُ لِمُبَارَزَةٍ إِلَّا رَأَيْتُ جَبْرَئِيلَ عليه السلام عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلَ عَنْ يَسَارِهِ وَمَلَكَ المَوْتِ عَنْ أَمَامِهِ وَسَحَابَةٌ تُظِلُّهُ حَتَّى يُعْطِيَهُ اللهُ خَيْرَ النَّصْرِ وَالظَّفَر» 10.

وروي مشاهدته لجبرائيل عليه السلام على صورة دحية الكلبي حين سمَّاه بتلك الأسامي، وحين وضع رأس رسول الله صلى الله عليه واله في حجره، وقال: «أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّي» ، وحين كان يُملي الوحي ونعس النبيُّ صلى الله عليه واله، وحين اشترى الناقة من الأعرابي بمائة درهم وباعها من آخر بمائة وستين، وحين غسل النبيّ صلى الله عليه واله، وغير ذلك، وروى نحوًا منه أحمد في الفضائل.
وقد خدمه جبرائيل عليه السلام في عدة مواضع.

روى عليُّ بن الجعد، عن شعبة، عن قتادة، عن ابن جبير، عن ابن عباس:

في قوله تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ 11 قال: لقد صام رسول الله صلى الله عليه واله سبع رمضانات، وصام علي بن أبي طالب معه، فكان كل ليلة القدر ينزل فيها جبرائيل عليه السلام على علي فيسلم عليه من ربه.

وقال أحمد القصري عن أبي محمد العسكري، عن آبائه:

عن الحسين بن علي عليه السلام قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه واله يقول: «لَيْلَةَ أَسْرَى بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ رَأَيْتُ فِي بُطْنَانِ الْعَرْشِ مَلَكًا بِيَدِهِ سَيْفٌ مِنْ نُورٍ يَلْعَبُ بِهِ كَمَا يَلْعَبُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام بِذِي الْفَقَارِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ إِذَا اشْتَاقُوا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ ذَلِكَ المَلَكِ. فَقُلْتُ: يَا رَبِّ هَذَا أَخِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَابْنُ عَمِّي؟. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! هَذَا مَلَكٌ خَلَقْتُهُ عَلَى صُورَةِ عَلِيٍّ عليه السلام يَعْبُدُنِي فِي بُطْنَانِ عَرْشِي تُكْتَبُ حَسَنَاتُهُ وَتَسْبِيحُهُ وَتَقْدِيسُهُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة» 12.

وجاء في كفاية الطالب عن أنس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه واله: «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ وَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ جَالِسٍ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ وَالمَلَائِكَةُ تَحْدِقُ بِهِ، فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ! مَنْ هَذَا المَلَكُ؟

فَقَالَ: ادْنُ مِنْهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَنَا بِأَخِي وَابْنِ عَمِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ! سَبَقَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ؟
فَقَالَ: لَا يَا مُحَمَّدُ، وَلَكِنِ المَلَائِكَةُ شَكَتْ حُبَّهَا لِعَلِيٍّ فَخَلَقَ اللهُ هَذَا المَلَكَ مِنْ نُورِ عَلِيٍّ وَصُورَةِ عَلِيٍّ، فَالمَلَائِكَةُ تَزُورُهُ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَيُسَبِّحُونَ الله تَعَالَى وَيُقَدِّسُونَهُ وَيُهْدُونَ ثَوَابَهُ لِمُحِبِّ عَلِيٍّ عليه السلام» 13.

وجاء في مناقب الخوارزمي، عن عبد الله بن مسعود قال:

قال رسول الله صلى الله عليه واله: «أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَخًا مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ جَبْرَائِيلُ، وَأَوَّلُ مَنْ أَحَبَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ، ثُمَّ مَلَكُ المَوْتِ، وَإِنَّ مَلَكَ المَوْتِ يَتَرَحَّمُ عَلَى مُحِبِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام كَمَا يَتَرَحَّمُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام» 14.

ومن كتاب كفاية الطالب عن وهب بن منبّه، عن عبد الله بن مسعود قال:

قال رسول الله صلى الله عليه واله: «مَا بَعَثْتُ عَلِيًّا فِي سَرِيَّةٍ إِلَّا رَأَيْتُ جَبْرَئِيلَ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلَ عَنْ يَسَارِهِ وَالسَّحَابَةَ تُظِلُّهُ حَتَّى يَرْزُقَهُ اللهُ الظَّفَر» 14.

وروى محمد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، عن أصباهان بن أسبوزن الديلمي، عن محمد بن عيسى الكابي، عن القعنبي، عن موسى بن وردان عن ثابت، عن أنس:

أن النبيَّ صلى الله عليه واله قال: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعِ رَأَيْتُ صُورَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَقُلْتُ: يَا جَبْرَئِيلُ هَذَا عَلِيٌّ فَأُوحِيَ إِلَيَّ بِأَنَّ هَذَا مَلَكٌ خَلَقَهُ اللهُ فِي صُورَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَزُورُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُسَبِّحُونَ وَيُكَبِّرُونَ وَثَوَابُهُمْ لِمُحِبِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام» 15.

وَعَنْ جَرِيرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ:

عَنِ النَّبِيِّ أنّهُ قَالَ: صلى الله عليه واله: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ضُرِبَ لِي عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، وَضُرِبَ لِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام مِنَ الجَانِبِ الْآخَرِ قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ، وَبَيْنَهُمَا قُبَّةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، فَمَا ظَنُّكُمْ بِحَبِيبٍ بَيْنَ خَلِيلَيْن؟» 16.

وَنَقَلَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ فِي الصَّحِيحِ وَالْحِلْيَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ:

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه واله: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لِي مِنْبَرٌ طُولُهُ ثَلَاثُونَ مِيلًا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيْنَ مُحَمَّدٌ؟ فَأُجِيبُ، فَيُقَالُ لِي: ارْقَ، فَأَكُونُ فِي أَعْلَاه، ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ فَيَكُونُ دُونِي بِمِرْقَاةٍ، فَيَعْلَمُ جَمِيعُ الخَلَائِقِ بِأَنَّ مُحَمَّدًا سَيِّدُ المُرْسَلِينَ، وَأَنَّ عَلِيًّا سَيِّدُ الْوَصِيِّين.

فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَنْ يُبْغِضُ عَلِيًّا بَعْدَ هَذَا؟

فَقَالَ صلى الله عليه واله: يَا أَخَا الْأَنْصَارِ لَا يُبْغِضُهُ مِنَ قُرَيْشٍ إِلَّا سَفَحِيٌ 17، وَلَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا يَهُودِيٌّ، وَلَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِيٌ 18، وَلَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا شَقِي.- وفي رواية ابن مسعود-: وَمِنَ النِّسَاءِ إلَّا سَلَقْلَقِيَّة 19» 16.

أما في قوله تعالى: ﴿ ... فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا 20.
رَوَى عَبْدُ الله بْنُ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه واله هَلْ نَقْدِرُ عَلَى رُؤْيَتِكَ فِي الْجَنَّةِ كُلَّمَا أَرَدْنَا؟.

فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه واله: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقاً وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ مِنْ أُمَّتِهِ. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ» 21.

وَرَوى عَبَّادُ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ:

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله- فِي خَبَرٍ- قِيلَ: «يَا رَسُولَ الله فَكَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَلِيٍّ فِي الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى؟.

قَالَ صلى الله عليه واله: فِتْرٌ أَوْ أَقَلُّ مِنْ فِتْرٍ 22 أَنَا عَلَى سَرِيرٍ مِنْ نُورِ عَرْشِ رَبِّنَا وَ عَلِيٌّ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ نُورِ كُرْسِيِ رَبِّنَا لَا يُدْرَى أَيُّنَا أَقْرَبُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ» 23.

وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنِ الإمَامِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ:

«سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ ... طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ 24.

قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَطُوبَى شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِي دَارِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي الجَنَّةِ وَلَيْسَ مِنَ الجَنَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ فِيهَا».

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «وَفِي دَارِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْهَا غُصْنٌ» 25.

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه واله يَقُولُ: «لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ نُورًا ضَرَبَ بِهِ وَجْهِي، فَقُلْتُ لِجَبْرَئِيلَ: مَا هَذَا النُّورُ الَّذِي رَأَيْتُهُ؟ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! لَيْسَ هَذَا نُورُ الشَّمْسِ وَلَا نُورُ الْقَمَرِ وَلَكِنْ جَارِيَةٌ مِنْ جَوَارِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلى الله عليه واله طَلَعَتْ مِنْ قُصُورِهَا فَنَظَرَتْ إِلَيْكَ وَضَحِكَتْ فَهَذَا النُّورُ خَرَجَ مِنْ فِيهَا، وَهِيَ تَدُورُ فِي الجَنَّةِ إِلَى أَنْ يَدْخُلَهَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عليه السلام» 26.

وَنَقَلَ الْحَاكِمُ الْحَافِظُ فِي (أَمَالِيهِ) وَأَبُو سَعِيدٍ الْوَاعِظُ فِي (شَرَفِ المُصْطَفَى) وَأَبُو عَبْدِ الله النَّطَنْزِيُّ فِي (الْخَصَائِصِ) بِأَسَانِيدِهِمْ أَنَّهُ حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ:

«حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه واله وَهُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، فَقَالَ: مَنْ آذَى أَبَا حَسَنٍ فَقَدْ آذَانِي حَقّاً وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى الله وَمَنْ آذَى الله فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله».

وفي رواية: «وَمَنْ آذَى اللهَ لَعَنَهُ اللهُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ» 27.

أورَدَ التِّرْمِذِيُّ فِي (الْجَامِعِ) وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي (الْحِلْيَةِ) وَالْبُخَارِيُّ فِي (الصَّحِيحِ) وَالْمَوْصِلِيُّ فِي (المُسْنَدِ) وَأَحْمَدُ فِي (الْفَضَائِلِ) وَالْخَطِيبُ فِي (الْأَرْبَعِينِ) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَبُرَيْدٍ:

«أَنَّهُ رَغِبَ عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ الْغَنَائِمِ فِي جَارِيَةٍ فَزَايَدَهُ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَبُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ فَلَمَّا بَلَغَ قِيمَتُهَا قِيمَةَ عَدْلٍ فِي يَوْمِهَا أَخَذَهَا بِذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعُوا وَقَفَ بُرَيْدَةُ قُدَّامَ الرَّسُولِ صلى الله عليه واله وَشَكَا مِنْ عَلِيٍّ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ ص ثُمَّ جَاءَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَشْكُو فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيْنِ يَدَيْهِ فَقَالَهَا. فَغَضِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ 28 وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَقَالَ:

مَا لَكَ يَا بُرَيْدَةُ مَا آذَيْتَ رَسُولَ اللهِ مُنْذُ الْيَوْمِ أَمَا سَمِعْتَ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ 29 

أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ؟

وَأَنَّ مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ وَمَنْ آذَى اللهَ فَحَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُؤْذِيَهُ بِأَلِيمِ عَذَابِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.

يَا بُرَيْدَةُ! أَنْتَ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ أَعْلَمُ؟ أَمْ قُرَّاءُ اللَّوْحِ المَحْفُوظِ أَعْلَمُ؟ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ مَلَكُ الْأَرْحَامِ أَعْلَمُ؟ أَنْتَ أَعْلَمُ يَا بُرَيْدَةُ! أَمْ حَفَظَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟

قَالَ: بَلْ حَفَظَتُهُ.

قَالَ صلى الله عليه واله: وَ هَذَا جَبْرَئِيلُ أَخْبَرَنِي عَنْ حَفَظَةِ عَلِيٍّ أَنَّهُمْ مَا كَتَبُوا قَطُّ عَلَيْهِ خَطِيئَةً مُنْذُ وُلِدَ.

ثُمَّ حَكَى عَنْ مَلَكِ الْأَرْحَامِ وَقُرَّاءِ اللَّوْحِ المَحْفُوظ 30- وَفِيهَا- مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ...» 31 32.

  • 1. أمالي الصدوق، ص 6- 7.
  • 2. ساح سياحة: رسب في الأض للعبادة والترهب.
  • 3. في المصدر: في بلائه وصبره.
  • 4. في المصدر: المقبل.
  • 5. في المصدر: الذي أشجع الناس قلبًا وأسخاهم كفًا.
  • 6. بحار الأنوار، ج 39، ص 38.
  • 7. قال في القاموس، ج 1، ص 293: «الذود ثلاثة أبعرة إلى العشرة أو خمسة عشر أو عشرين أو ثلاثين».
  • 8. في المصدر: قد وصل.
  • 9. بحار الأنوار، ج 39، ص 100.
  • 10. a. b. بحار الأنوار، ج 39، ص 101.
  • 11. القران الكريم: سورة القدر (97)، الآية: 4 و 5، الصفحة: 598.
  • 12. بحار الأنوار، ج 18، ص 353.
  • 13. بحار الأنوار، ج 39، ص 109.
  • 14. a. b. بحار الأنوار، ج 39، ص 110.
  • 15. بحار الأنوار، ج 39، ص 111.
  • 16. a. b. بحار الأنوار، ج 39، ص 237.
  • 17. أي من ولد من الزنى.
  • 18. الدعي: المتهم في نسبه.
  • 19. أي المرأة التي تحيض من دبرها.
  • 20. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 69، الصفحة: 89.
  • 21. بحار الأنوار، ج 39، ص 222.
  • 22. الفتر- بالكسر فالسكون-: ما بين طرف الإبهام وطرف السبابة إذا فتحتهما.
  • 23. بحار الأنوار، ج 39، ص 223.
  • 24. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 29، الصفحة: 253.
  • 25. بحارالأنوار، ج 39، ص 226.
  • 26. بحارالأنوار، ج 39، ص 236.
  • 27. بحار الأنوار، ج 39، ص 332.
  • 28. تربد الرجل: تعبس، تربد اللون تغير.
  • 29. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 57، الصفحة: 426.
  • 30. أي حكى رسول الله صلى الله عليه واله عن ملك الأرحام وقُرَّاء اللوح المحفوظ أن عليًّا لم يعص الله قط منذ خلق. ويمكن أن يكون فاعل (حكى) جبرائيل عليه السلام.
  • 31. بحار الأنوار، ج 39، ص 333.
  • 32. المصدر: كتاب الإمام علي( عليه السلام ) قدوة وأسوة ، لآية الله السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته.