حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
كيف وصفت الرحمة الإلهية في آيات القرآن الكريم؟
الجواب الاجمالي
هل عرفت أحداً بیده کل أزمّة الإنسان وشؤونه، کما أنّه محیط بجمیع أعماله وشؤونه، یبعث قادة ومرشدین معصومین لهدایته وإرشاده، لیوفّق إلى الإتیان بالعمل الصالح فی هدی رُسُله، مستفیداً من الطاقة الإلهیّة الممنوحة له، مع ذلک یثیبه على حسناته بعشر أمثالها، ولکنّه لا یجازیه على السیئة إلاّ بمثلها، ثمّ یجعل باب التوبة ونیل العفو مفتوحاً فی وجهه؟!
الجواب التفصيلي
لقد أشار القرآن المجید فی الآیة 160 من سورة «الأنعام» إلى الرحمة الإلهیّة الواسعة، وإلى الثواب الإلهی الواسع الّذی ینتظر الأفراد الصالحین المحسنین :﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ... ﴾ 1.
ثمّ قال:﴿ ... وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ... ﴾ 1.
وللتأکید یضیف هذه الجملة أیضاً فیقول:﴿ ... وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ 1 وإنّما یعاقبون بمقدار أعمالهم.
وأمّا ما هو المراد من «الحسنة» و«السّیئة» فی الآیة الحاضرة وهل هما خصوص «التوحید» و«الشرک» أو معنىً أوسَع؟ فبین المفسّرین خلاف مذکور فی محلّه، ولکن ظاهر الآیة یشمل کل عمل صالح وفکر صالح وعقیدة صالحة أو سیئة، إذ لا دلیل على تحدید أو حصر الحسنة والسیئة.
إنّ النقطة الأجمل فی المقام هی أنّ الآیة الحاضرة جسّدت منتهى اللطف والرحمة الإلهیّة فی حقّ الإنسان.
فهل عرفت أحداً بیده کل أزمّة الإنسان وشؤونه، کما أنّه محیط بجمیع أعماله وشؤونه، یبعث قادة ومرشدین معصومین لهدایته وإرشاده، لیوفّق إلى الإتیان بالعمل الصالح فی هدی رُسُله، مستفیداً من الطاقة الإلهیّة الممنوحة له، مع ذلک یثیبه على حسناته بعشر أمثالها، ولکنّه لا یجازیه على السیئة إلاّ بمثلها، ثمّ یجعل باب التوبة ونیل العفو مفتوحاً فی وجهه؟!
یقول أبو ذر: قال الصادق المصدَّقَ (أی رسول الله): «إنّ الله قال الحسنة عشر أو أزید، والسیئة واحدة أو أغفرُ، فالویل لمن غلبت آحادهُ أعشارَه»2 3.