حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
ما هو المقصود من إن الله حي وقیوم؟
الجواب الاجمالي
حیاة الله هی مجموعة علمه وقدرته، وفی الواقع بالعلم والقدرة یمکن التمییز بین الحیّ وغیر الحیّ، أمّا النموّ والحرکة والتغذیة والتکاثر فهی صفات کائنات ناقصة ومحدودة، فهی تکمل نقصها بالتغذیة والتکاثر والحرکة، وأما القيام فالمقصود به هو القیام بالخلق والتدبیر والتعهّد، فإنّه هو الذی خلق المخلوقات کلّها وتعهّد بتدبیرها وتربیتها وإدامتها، ولن یغفل عنها لحظة واحدة.
الجواب التفصيلي
فی التعبیر السائد نقول للکائن أنّه حیٌّ إذا کان یتّصف بالنموّ والتغذیة والتکاثر والجذب والدفع، وقد یتّصف بالحسّ والحرکة. ولکن لابدّ من الإنتباه إلى أنّ بعضاً من السذّج قد یحسبون حیاة الله شبیهة بهذه، مع علمنا بأنّه لا یتّصف بأیّة واحدة من هذه الصفات، هذا هو القیاس الذی یوقع الإنسان فی أخطاء فی حقل معرفة الله، حین یقیس صفات الله بصفاته.
«الحیاة» بمعناها الواسع الحقیقی هی العلم والقدرة، وعلیه فإنّ من یملک العلم والقدرة اللاّمتناهیتین یملک الحیاة الکاملة.
حیاة الله هی مجموعة علمه وقدرته، وفی الواقع بالعلم والقدرة یمکن التمییز بین الحیّ وغیر الحیّ، أمّا النموّ والحرکة والتغذیة والتکاثر فهی صفات کائنات ناقصة ومحدودة، فهی تکمل نقصها بالتغذیة والتکاثر والحرکة، أمّا الذی لا نقص فیه فلا یمکن أن یتّصف بمثل هذه الصفات.
«القیوم» صیغة مبالغة من القیام. لذلک فالکلمة تدلّ على الموجود الذی قیامه بذاته، وقیام کلّ الکائنات بوجوده، وبعبارة اُخرى: جمیع کائنات العالم تستند إلیه.
بدیهیّ أنّ القیام کما هو الشائع فی الکلام الیومی هو الوقوف وبالهیئة المعروفة، ولکن بما أنّ هذا المعنى لا یتّفق مع الله المنزّه عن الصفات الجسمیة، لذلک فالمقصود به هو القیام بالخلق والتدبیر والتعهّد، فإنّه هو الذی خلق المخلوقات کلّها وتعهّد بتدبیرها وتربیتها وإدامتها، ولن یغفل عنها لحظة واحدة، فهو قائم دائماً وأبداً وباستمرار دون توقّف.
ویتّضح من هذا أنّ «قیّوم» هی فی الواقع أساس کلَّ صفات الفعل ـ وهی الصفات التی تبیّن علاقة الله بالموجودات مثل الخالق، الرزاق، الهادی، المحیی، وأمثالها ـ .
فالقیام بالخلق وتدبیر اُمور العالم یشمل کلّ هذه الاُمور، فهو الذی یرزق، وهو الذی یحیی، وهو الذی یمیت، وهو الذی یهدی، وعلیه فإنّ صفات الخالق والرازق والهادی والمحیی وأمثالها تتجمّع کلّها فی «القیّوم».
ومن هنا یتّضح أن تحدید البعض لمفهوم هذه الجملة بالقیام بأمر الخلقة أو القیام بأمر الرّزق وأمثال ذلک، هو فی الواقع إشارة إلى أحد مصادیق القیام، فی حین أنّه مفهومه واسع ویشمل کلّ ذلک، لأنّ مفهومه کما قلنا یُعطی معنى القائم بالذّات وغیره متقوّم به ومحتاج له.
وفی الحقیقة أنّ ﴿ ... الْحَيُّ ... ﴾ 1 یشمل جمیع الصّفات الإلهیّة کالعلم والقدرة والسّمیع والبصیر وأمثال ذلک، و ﴿ ... الْقَيُّومُ ... ﴾ 1 تتحدّث عن احتیاج جمیع المخلوقات إلیه، ولذا قیل أنّ الاسم الأعظم الإلهی هو مجموع هاتین الصّفتین 2.