مجموع الأصوات: 75
نشر قبل 5 سنوات
القراءات: 6580

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

يتباهى برجولته ويفقد جاذبيته

يستمع الناس كثيرا لرجال يشكون زوجاتهم إلى الملأ ويتأففون منهن، ويصفونهن بأوصاف منفرة، ويتلذذ معظم الناس بالاطلاع على هذه المشاهد والخلافات وسماع تفاصيلها وجزئياتها.
تستمع المرأة لهذه التفاصيل منطلقة من الزهو أحيانا ومن الإحساس بالغيرة في أحيان أخرى، ويستأنس الرجل بدقائق الأمور لأنه اطلاع على واقع امرأة، للكلام عليها أو لها وقع خاص في نفسه، وفي بعض الأحيان لأنها زوجة صديق له أو قريبة زميل، ولكل ذلك أثره في تفرغ الآذان وتلصصها لاستراق السمع والاطلاع على أخبار البيوت المستورة.
جزء كبير من تلك الصورة المشوهة أو الصادقة المنقولة عن المرأة، وهو أنها غير نظيفة ولا مرتبة، ولا تحسن فن الاستقبال لزوجها، ولا تكلف نفسها جذبه وتقريبه لها، إنها تعيش في منزلها بثياب الطبخ دائما وبأوضاع لا توجد الرغبة والإقبال في الرجل اتجاهها، أحيانا يكون هذا الكلام صادقا وأحيانا يساق لتبرير ظلم المرأة والتقصير في حقوقها من نفقة وسكن وحسن تعامل، وقد يثار تعبيدا للطريق للزواج من الثانية، أو لتفسير التنازل عن الزوجة وتطليقها.
القليل من الناس من يسمعون ويعتقدون بصور مقززة للرجال، ربما بسبب حفظ المرأة لأسرارها البيتية، وخوفها على سمعة عائلتها وزوجها، وربما لأنها تعلم أن كلامها لا صدى له عند الرجال ولا عند النساء، فقد ارتسمت الصورة في ذهنها أن المرأة يجب أن تكون جاذبة وجميلة ومخملية، أما الرجل فرجولته تكفيه وترفع كل التقزز الناتج من تقصيره.
حين تكون قريبا من المشاكل الاجتماعية ولك بعض الوقت في معالجتها، فستعرف عزيزي القارئ معنى الرجال المقززين لزوجاتهم، وإلى أن تكون كذلك صدقني في حكاية تكررت من عدة نساء يصبن بحالة من النفور ويقربن من الاستفراغ بسبب رائحة السجاير(الدخان) العامرة في أفواه أزواجهن بعد سهرة طويلة يقضيها هؤلاء الأزواج في الديوانيات والمجالس، ثم يأتون إلى فراش النوم دون محاولة التخفيف من تلك الرائحة المزعجة، والأغرب من ذلك أن بعض النسوة يملكن من الصراحة ما يجعلهن يتحدثن مع أزواجهن في ذلك، لكن الرجل رجل وكفى.
وصدق أيضا أن نساء يتحسرن على وسامة الرجل ومنظره الحسن بسبب أن أزواجهن لا يكترثون بهذا الأمر أبدا، لا يحاول بعضهم أن يرتب شكله، ولا أن يزين وجهه، ولا أن يهذب لحيته، ولا أن يعتني بنظافة جسمه، بغض النظر عن عدم علاقته بالطيب أو معرفته بأنواعه وكيفية استعماله.
في زاوية أخرى تلحظ حديثا عاصفا على النساء يديره الرجال بقوة وبثقة، ويرتبط بضرورة أن تُحسن المرأة تهيئة نفسها لزوجها وتستقبله بحيويتها وعنفوانها، كي يشعر بالسعادة والأنوثة والحياة الزوجية الهانئة، وهذا كله صحيح لا غبار عليه، لكن زاوية الظلم أن يأتي الرجال إلى بيوتهم ليلا وهم جثث هامدة، قد أتعبها السهر مع الشلل ورفاق الديوانيات، وليس لهم من حول ولا قوة إلا اللجوء إلى النوم ومعانقة الفراش، يأتون على هذا الحال بينما زوجاتهم ساهرات جاهزات في انتظارهم.
هذه الزاوية لا يحب الرجال الحديث فيها ولا التعنيف عليها ولا توجيه الكلام النصحي حولها، قلت يكفي أنهم رجال، يغترون أحيانا برجولتهم وإن أفقدهم هذا الغرور جاذبيتهم، لقد كان الكثير من الرجال يكتبون متمنين لو أن زوجاتهم كنّ في الجمال والروعة كبعض الساقطات اللاتي يظهرن على الفضائيات بحركاتهن الإغرائية، وأعتقد لو أن الجرأة موجودة عند عدد لا يستهان به من النساء لكتبن عن أمنيتهن بأزواج إن لم يكونوا في درجة من الوسامة، فعلى أقل التقادير في الحد المقبول والمعقول من النظافة والحيوية والرائحة الزكية.
لقد خلا المقال من التعبير عن صفات أخرى تكرهها النساء في الرجال، كالبخل والعنف،واللامبالاة،والغيرة في غير مكانها، وغيرها من الأمور التي ليست بعيدة عن البال، ولا منسية وممحية من الذاكرة، لكني أحببت الإشارة في مقالي فقط لأمور أولية، يستطيع الزوج فعلها دون تكلف أو مشقة، ومع ذلك لا ينظر لشريكة حياته باعتبارها تستحق السعادة، وتستحق أن يشبع بصرها وأحاسيسها بكل ما يوجب لها شعورا برجولة مكتملة الملامح.
هي جملة صغيرة ضعها في رأسك أيها الزوج وستسعد ويسعد شريك حياتك، أحب لشريكتك ما تحب لنفسك، وتأنق لها كما تحب أن تتأنق لك1.

  • 1. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله_ صحيفة اليوم 29 / 12 / 2007م، العدد 12615.