الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

اداب الاحترام بين الزوجين

بسم الله الرحمن الرحيم

حث الإسلام على الزواج :

1) ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ 1.

2) ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ... 2.

3)‏﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ 3.

فالله سبحانه جعل الزواجَ سكناً ومودَّةً ورحمة وحنانا واطمئنانا، ولا يكون ذلك إلاَّ بالصبر والتعاون والتسامح والتضحية.‏

فالحياة الزوجية آية من آيات الله عز وجل ...في أُنسها وإستكانتها.‏

وقد أظهرت دراسة أن الازواج يمكنهم أن يجمعوا ثروات أكبر بنسبة 93% من العازبين أو المطلقين.‏4

تصرفات لا تليق

لكنَّ بعضَ الأزواج ممَّن ساء خُلُُقُهم، وفَسُدَ ظنُّهم، وممَّن تأثَّروا بالأفكار الدخيلة والطارئة...لا يعرفون نعمة الله عليهم، ولا يُحْسنون شكراً...‏

فالزوجة لا تحترم زوجها، وتتصرف كما تريد، إقامةً في المنزل أو خروجاً منه...‏

تفرضُ آراءها ولباسها "وأناقتها" أمام الأصحابِ والزائرين... والسهراتِ الاجتماعية، والرحلاتِ ...‏

وبعضهم يُقلِّدْن ما يُشاهدنَ في وسائل الإعلام، فتصرخ في وجه زوجها، وتُحطِّم الأثاث حولَها، وتتَّهِمُهُ بقلَّة "الحب"... والدليل أنَّه لا يُطيعُها...!!!‏

والزوج، فيغضب بسبب وبلا سبب، ويشتمُ زوجته وأهلها، وقد يُجبرُها على حضور الحفلات والسهرات الماجنة، ويُسيءُ لها إذا تأخَّرت بإحضار الطعام، أو تأخرت عن خدمته...‏

ولا يُقدِّرُ عملَها وتعبَها طَوالَ النهار وملاحقتَهَا لأولادهما، نظافةً وطعاماً ودرساً ولعباً وتربية... فيبدأ بإصدار أوامرٍ لا تنتهي، كأنَّه ملِكٌ أو سلطانٌ لا يُردُّ سؤالُه!!!‏

ومنهم مَنْ يُشكِّك بزوجته إذا تلفّتت حولَها، أو نظرت من الشباك، أو خرجت من المنزل، أو تأخَّرت قليلاً، أو حدَّثت شخصاً... مع أنَّ بعضَ الظن إثم.‏

ومنهم مَنْ يتَّهمُ زوجتَه بتُهمٍ دون دليل أو حجَّة... مخالفاً بذلك لشرع الله...‏

آداب الإحترام بين الزوجين‏

أقرب الناس للزوج زوجته، والأقرب للزوجة زوجها، ولا تستمر الحياة الهانئة الزارعة للآخرة إلاَّ بحُسْن الخلق والمعاشرة.‏

وفي النص: «.... ومن مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله حقّاً، وكان له بكل خطوة يخطوها وبكل كلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة، قيام ليلها وصيام نهارها...‏

إلى الزوجة

...تذكري أنَّه ما مِنْ امرأةٍ تُسْقي زوجها شربةً من ماء، إلاَّ كان خيراً لها من عبادة سنة...‏

وعن ورام بن أبي فراس قال: قال عليه السلام: المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح، وأيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنَّة تدخل من أيها شاءت.‏

وما من امرأةٍ رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضعٍ إلى موضعٍ تريد به صلاحاً، إلاَّ نظر الله إليها، ومَنْ نظر الله إليه لم يعذِّبه...‏

وعن رسول صلى الله عليه وآله وسلم: "خير النساء من إذا نظرتَ إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا أقسمت عليها أبرَّتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك".‏

والمرأة المتحلِّية بأخلاق الإسلام في عفافها وحجابها ولسانها ونقاوة قلبها... ليس لها وصف يُؤدِّي حقَّها.‏

ولا مبالغة أنَّ هذه المرأة هي أهم نعمة بعد نعمة الإسلام والتوحيد.‏

قال مولانا الإمام الصادق عليه السلام: إنَّما المرأة قلادة فانظر ما تتقلَّد، وليس للمرأة خطر (قيمة أو ثمن أو وصف) لا لصالحتهن ولا لطالحتهن:‏

فأمَّا صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة، هي خيرٌ من الذهب والفضة.‏

وأمَّا طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خيرٌ منها.‏

كوني حريصة مع زوجك على دينه وإلتزامه وآخرته، ولا تكوني أنانية... وعن موسى بن بكر، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال:‏

" جهاد المرأة حسن التبعُّل ".‏

وامتثلي بتلك المرأة الصالحة التي قالت لزوجها: "أقسمت عليك بأن لا تدخل النار بسببي ".‏

ومن أهم أمور حسن العشرة والتي لا يُستغنى عنها في الحياة الزوجية, الحفاظ على الخصوصية، وهذا ما بدأنا نفتقده نتيجة ظروف محيطة, ومخالطة, وتأثر...فالزواج علاقة ثنائية شديدة الخصوصية.‏

وأدنى مثال على ذلك الطِيب , فلا يجوز لها أن تتطيب لغيره فإن فعلت وجب إزالته.‏

ولا أن تظهر أمام الكتابية حتى لا تصف ذلك للآخرين...إلى أمور كثيرة أخرى, ونكتفي بمثل التطيب .‏

عن سعد بن أبي عمر الجلاب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أيما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم يُتقبَّل منها صلاةٌ حتى يرضى عنها، وأيما امرأة تطيَّبت لغير زوجها لم يقبل اللَّهُ منها صلاةً حتى تغتسل من طيبها كغسلها من جنابتها.‏

إلى الزوج

يا أيُّها الأخُ المسلم، والزوجَ العزيز :

إن أساس العلاقة الزوجية المودة والأنس والألفة ، قال تعالى :‏﴿ ... هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ... 5.

اتَّق الله في امرأتِك، فإنَّ خياركم خيارُكم لأهله.‏

واعلم أنَّ الله ورسوله بريئان ممَّن أضرَّ بامرأته وظلمها.‏

وإذا سقى الرجلُ امرأته أُجر، وكذلك يؤجرُ إذا رفع اللُّقْمةَ إلى فم امرأته…‏

ولا شك أنَّ الإسلام أوصى بالمرأة بشكل خاص والرأفة بها والتلطف معها واحترامها.‏

قال النبي صلَّى الله عليه وآله: ما زال جبرائيل يوصيني بالمرأة، حتَّى ظننتُ أنَّه لا ينبغي طلاقها، إلاَّ من فاحشةٍ مبيِّنةٍ.‏

واعلم أنَّ زوجتك سكنٌ وأُنسٌ ونعمةٌ من الله عليك، فأكرمْها وارفْق بها، واستعِن بها على الفوز بآخرتك.‏

الى الجنة

﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 6.