نشر قبل 24 سنة
مجموع الأصوات: 139
القراءات: 29686

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

هل يجب علينا معرفة الله ، و لماذا ؟

يعتمد علماء الكلام في إثبات وجوب معرفة الله تعالى على أدلة عقلية عديدة نذكر أهمها :
الدليل الأول ، تجنُّب الضرر :
إن العقل السليم يحكم على الإنسان بوجوب تجنب الأضرار المحتملة التي قد يتعرض لها ، و بما أن عدداً كبيراً من صفوة رجالات الإصلاح و الخير و الأنبياء و الصلحاء الذين لم يكونوا متهمين بالكذب و الدجل و الاختلاق ، دعوا المجتمعات البشرية على مرّ العصور إلى الاعتقاد بوجود خالق جبّار مقتدر لهذا الكون و لما فيه من موجودات ، و دعوا الناس إلى إطاعة هذا الخالق ـ و هو الله ـ و امتثال أوامره و تجنب مخالفته ، و أن الحياة لا تنقطع بالموت ، و الموت لا يعني نهاية الإنسان ، و إنما الدنيا بمثابة جسر ينتقل الإنسان بواسطته إلى حياته الأبدية في عالم يسمى بالآخرة ، و هناك سوف يجازي الله المطيعين له جزاءً حسناً ، كما انه سيعاقب المتخلفين عن أوامره عقاباً شديداً ، فإن هذه الأمور تكون مدعاة للتأمل و التفكير ، و حينئذ ألا يكون تجاهلها ضرراً محتملاً ؟ و ألا يستحق هذا الاحتمال اهتماما يشّد الإنسان نحو معرفة حقيقة الأمر ، و التأكد من واقع هذه الأخبار المتواترة ، حتى و لو كان الاحتمال ضعيفاً .
هذا و إن العقل السليم يحكم بضرورة الفحص الدقيق و البحث و التحقيق ، و دراسة هذا الاحتمال و كل الاحتمالات الأخرى و أخذها بعين الاعتبار ، و السعي لمعرفة صحة هذا الادعاء أو بطلانه ، و هذا هو السبب في التزامنا بضرورة معرفة الله سبحانه و تعالى ، علما بان الإنسان عادة ما يأخذ بعين الاعتبار حتى إخبار الطفل الصغير إذا كان في مخالفته احتمال الخطر أو الضرر .
إذن فعدم الاكتراث بإخبار المصلحين و الأنبياء و الأخيار من الأمم المختلفة يعدّ بالتأكيد خلافا للعقل و المصلحة .
الدليل الثاني ، شكر المُنعِم :
ثم إن الإنسان في حياته هذه غارق في أنواع النعم التي تحيط به و التي لا يستطيع حتى إحصائها ، و هذه النعم تغمر حياته منذ نعومة أظفاره و حتى آخر لحظة من حياته ، و حجم هذه النعم كبير للغاية ، بحيث لا يستطيع أي إنسان إنكارها أو غض الطرف عنها ، و العقل السليم يحكم بلزوم شكر مصدر هذه النِعم ـ أي المُنعِم ـ ، و شكر المُنعِم لا يتحقق طبعاً إلا بعد معرفة ذلك المُنعِم ، و هذا دليل آخر على لزوم معرفة الله تبارك و تعالى .
و يمكن تلخيص الأمور الداعية إلى معرفة الله سبحانه و تعالى كالتالي :
1. الاستجابة لهتاف العقل الداعي إلى معرفة البارئ و الخالق للكون و الحياة .
2. محاولة دفع الأضرار المحتملة التي نبّه عليها الأنبياء و الصلحاء .
3. السعي ـ بحكم العقل و الوجدان ـ في معرفة المُنعِم لشكره ، حيث أنه أنعم علينا بكل ما نلمسه و ما لا نلمسه من نِعَمٍ و خيرات غير قابلة للعدّ و الإحصاء و التي تغمر حياتنا .

تعليقتان

صورة محمد الاسدي

تعليق

بالنسبة للدليل الثاني(شكر المنعم) ماالدليل على ان الله وهبنا النعم لنشكره (مهما كانت غاية الشكر) الا يجوز افتراض انه وهبنا النعم لنتمكن من ممارسة الحياة بطرق سلسة و حسنة .. (ارجو ان يكون الجواب عقلي و حلي فقط لا قراني او نقضي او اي شيء اخر و شكرا

صورة صالح الكرباسي (صالح الكرباسي)

شكر المنعم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ليس الكلام في هدف المنعم ، فهدف الله عزوجل من اغداقه النعم على عباده مهما كان فالنتيجة واحدة و هي أنه تعالى قد أنعم على العباد ، و يجب بحكم العقل شكر المنعم ، فيجب علينا الشكر.

وفقك الله