نشر قبل 22 سنة
مجموع الأصوات: 117
القراءات: 17889

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

كيف يمكن للناس التأكّد من صحة إدعاء الأنبياء لنبوتهم ؟

لمعرفة صدق دعوى نبوة الأنبياء يمكن الاستعانة بإحدى الطرق التالية أو جميعها و هي :
1. دراسة حياة مدّعي النبوة قبل دعوته دراسة شاملة لمعرفة أخلاقه و صفاته و معتقداته و سيرته السابقة لدعوته .
إن لدراسة سيرة النبي قبل دعوته أهمية كبرى و دورا هاما في معرفة صدق دعواه ، ذلك لما توفره لنا هذه الدراسة من معرفة أراء الناس بالنسبة إلى الفترة السابقة لدعوته ، و تمكننا من تقييم شخصيته من خلال التعرف على نظرة من عاشره منهم في تلك الفترة ، كما و أن هذه الدراسة تعطينا فرصة التعرف على أفكار النبي قبل الدعوة و تكشف لنا هويته و تدلنا على حقيقة شخصيته سلبا أو إيجابا .
أما بالنسبة إلى النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) فالتاريخ يشهد بصدقه و أمانته و تميزه بأحسن الأخلاق و أنبلها .
و إن من أهم الأسباب التي دعت السابقين إلى الإسلام أمثال السيدة خديجه ( عليها السلام ) و أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) هو معرفتهم لرسول الله عن كثب و معاشرتهم له من دون واسطة فلم يخفى عليهم شيئا من كريم خلقه و عظيم شخصيته الإنسانية ، لذلك فهم لم يترددوا حتى لحظة واحدة في تصديقه في إدعائه و قبول دعوته ، فآمنوا به فور عرضه عليهم الاسلام ، و هم لم يتريثوا في قبول ذلك أبدا ، لاطمئنانهم بصدقه و نزاهة أخلاقه ، فلم يطالبوه بالمعجزة و لم يناقشوه بالدليل و البرهان ، لا لكونهم لم يكونوا أصحاب دليل بل لاطمئنانهم التام بصدقه الذي لا يدع مجالا للشك و الترديد ، فهم لم يعهدوا لرسول الله كذبة واحدة طيلة معاشرتهم له ، و لم يلحظوا على أخلاقه الكريمة غبارا .
ثم إن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ذكَّر أقرباءه و عشيرته بما ذكرنا عندما أمره الله تعالى بإنذارهم فوقف على جبل صفا و قال : أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مُصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني ؟
قالوا : بلى .
قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد 1 .
2. دراسة ما جاء به مدعي النبوة من أحكام و شرائع لمعرفة انطباقها مع الواقع و مع الرسالات السماوية و عدم تناقضها فيما بينها .
3. و يمكن معرفة صدق رسالة مدعي النبوة أيضا عن طريق دراسة ما جاء به من تعاليم و أحكام لمعرفة ما إذا كانت تطابق العقل و الفطرة و تنطبق مع النهج الإلهي الكلي الذي أتى به الأنبياء و المرسلون ، فيجب أن يكون ما يقدمه النبي منهجا واقعيا خاليا عن التناقض و النقص بحيث يشهد بنفسه على كونه من نسيج رب العالمين ، كما يجب أن يكون نا يقدمه قادرا على معالجة مشاكل الأمة ، و ان لا يكون مخالفا للعقل و الفطرة الإنسانية .
ثم إن الدافع الرئيسي لبعض المسلمين لقبول دعوة النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لم يكن إلا لأنهم شاهدوا أن ما جاء به الرسول ينطبق مع العقل و الفطرة و ينسجم مع تعاليم السماء ، و يتمكن من حل المشاكل المستعصية فلم يدع لهم أدنى شك في صحة هذا الإدعاء فآمنوا به .
4. مطالبة مدعي النبوة بإتيان المعجزة .
تعتبر المعجزة من الدلائل المهمة التي تثبت بها نبوة النبي ، و هي بمثابة أوراق اعتماده و هويته التي تؤيد صدق دعواه و ارتباطه بالله تعالى ، فلذلك نرى أن الأنبياء ( عليهم السَّلام ) إلى جانب ما أقاموه من الدلائل و البراهين على صدق دعواهم فقد اظهروا معاجز تؤكد صدق ادعائهم و لا تدع مجالا للشك في حقانية نبوتهم .
أما المعجزة فهي كما عرَّفها العلماء : " أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدي ، مع عدم المعارضة ، مع دعوى النبوة " 2 .

  • 1. لمزيد من التفصيل ، يراجع : سيد المرسلين : 1 / 399 ، لآية الله المُحقق الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) ، ترجمة : الاستاذ الشيخ جعفر الهادي ، طبعة : مؤسسة النشر الاسلامي ، قم / إيران .
  • 2. الإلهيات : 3 / 69 ، طبعة : مؤسسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قم / إيران .