حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
هل السمع آخر ما يموت في الإنسان
نص الشبهة:
هناك بحوث تثبت : أن السمع هو آخر ما يموت في الإنسان ، وأنه يبقى إلى ما بعد الموت لعدة ساعات ، فكيف يسمع وهو ميت ؟! . .
الجواب:
أولاً : إذا أردنا أن نطرح الموضوع في سياقه العادي ، فإن الطب لا يستطيع أن يثبت إلا أن حاسة السمع قابلة للعمل ، وأن خلاياها لا تزال حية . . ولكن هل يدرك الميت الأصوات ، ويميز بينها ، ويدرك معانيها ، فإن ذلك لا يعلمه إلا الله سبحانه ، فلا بد من التوجه إليه تعالى ، وإلى أوليائه وأصفيائه الذين يخبرون عنه لأخذ ذلك منهم وعنهم . .
وهم قد أخبرونا : أن الميت يسمع ويعي .
ثانياً : إن هناك روايات تفيد أن النبي [صلى الله عليه وآله] قد خاطب قتلى بدر ، وهم في القليب ، فسُئِلَ عن ذلك ، فأجاب : « ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني ، أو نحو ذلك » 1 . كما أن علياً أمير المؤمنين [عليه السلام] قد خاطب في حرب الجمل ، طلحة وكعب بن سور ، فقيل له : في ذلك ، فقال [عليه السلام] : « أما والله قد سمعا كلامي ، كما سمع أهل القليب كلام رسول الله [صلى الله عليه وآله] يوم بدر » 2 . وهناك روايات أخرى تذكر تفاصيل تدخل في هذا السياق . .
ولكن هذا لا يعني وجود سمع فعلي لكل ميت ، إذ يحتمل أن يكون ذلك على سبيل الإعجاز والكرامة للنبي [صلى الله عليه وآله] ولعلي أمير المؤمنين [عليه السلام] . أو أنه سمع يتناسب مع تلك النشأة الأخرى ، وليس هو على حد السمع في الحياة الدنيا ، ولا يتم بنفس وسائله 3 .