نشر قبل 7 سنوات
مجموع الأصوات: 83
القراءات: 7674

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

كثرة مذاهب الشيعة دليل بطلانها..

نص الشبهة: 

لو أراد إنسان أن يتشيع، فما هو المذهب الذي يسلكه من جملة مذاهب الشيعة الكثيره المختلفة؟! ما بين إمامية، وإسماعيلية، ونصيرية، وزيدية، ودروز إلخ . . وكلهم يزعم الانتساب لآل البيت، ويقر بالإمامة، ويعادي الصحابة؟! ويعتقدون جميعاً إمامة علي بن أبي طالب «رضي الله عنه»، وأنها ركنٌ، وأنه الخليفة بلا فصل، ومعهم أصل الدين . . .!!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
قلنا ونكرر:
أولاً: إنه لو كان الإنقسام دليلاً على البطلان كما يقول هذا السائل، لكان الإسلام أشد بطلاناً من اليهودية والنصرانية، لأن أتباعه انقسموا إلى ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار، بينما انقسم اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وانقسم النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة..
ثانياً: فكما أن الشيعة فرق متعددة، فإن أهل السنة أيضاً فرق متعددة، ومذاهب كثيرة.. فيرد نفس هذا السؤال عليهم: ما هو المذهب الذي يجب على الإنسان أن يسلكه من جملة مذاهب السنة الكثيرة المختلفة ؟! فهناك: مذاهب اعتقادية: كالمعتزلة، والأشاعرة، والماتردية، والمرجئة، وعقائد أهل الحديث.. إلى غير ذلك من فرق كثيرة ذكرها الشهرستاني في الملل والنحل والبغدادي في الفرق بين الفرق، وابن حزم في كتاب الفصل، وغيرهم.. وهناك مذاهب فقهية كثيرة أيضاً، مثل الحنبلي، والمالكي، والشافعي، والحنفي، ومذهب سفيان الثوري، والأوزاعي، والظاهري.. وغير ذلك كثير..
ثالثاً: ما معنى قول السائل: كلهم يزعمون الإنتساب لآل البيت، ويقر بالإمامة، ويعادي الصحابة. فإن الشيعة الإمامية الاثني عشرية يجلون عامة الصحابة، ويحترمونهم، ولكنهم ينتقدون أعمال بعض الصحابة، التي يرون أنهم خالفوا فيها أوامر الله ورسوله.. وهؤلاء قلة قليلة جداً من الصحابة. والإنتقاد لا يعني العداء لهم، والكراهة لأشخاصهم، وإنما يعني رفض أعمالهم المخالفة للشريعة.
رابعاً: إن على الإنسان أن يبحث عن الحقيقة أينما وجدت، وأن يعتمد الدليل والبرهان في كل قول وعمل واعتقاد. وبعد أن يأخذ بالمشترك بين الجميع، مما دلَّ عليه الدليل، ويحدّد موارد الخلاف، فإنه سيجد موارد الخلاف قليلة، وسيرى أن الدليل سيهديه إلى الحق، إذا رجع إلى الله ورسوله، ونبذ التعصب، ورفض الإنقياد للهوى..
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله.. 1.

  • 1. ميزان الحق.. (شبهات.. وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1431 هـ. ـ 2010 م.، الجزء الثاني، السؤال رقم (44).