الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الشيعة يكفرون بعضهم.. ويكثر انقسامهم..

نص الشبهة: 

من يتأمل الشيعة يجد كثرة الانقسامات في مذهبهم، وكثرة تنازعهم، وتكفير بعضهم بعضاً في وقت متقارب، ومن أوضح الأمثلة على ذلك: أن شيخهم أحمد الأحسائي أنشأ فرقة عرفت فيما بعد بالشيخيَّة، ثم جاء تلميذه كاظم الرشتي فأنشأ فرقة الكشفية، ثم أنشأ تلميذه محمد كريم خان فرقة الكريمخانية، وأنشأت تلميذته الأخرى قرة العين فرقة عرفت باسم القرتية، وأنشأ ميرزا علي الشيرازي فرقة البابية، وأنشأ ميرزا حسين علي فرقة البهائية. فانظر كيف نبغت كل هذه الفرق من الشيعة في عصر واحد، وفي وقتٍ متقارب، وصدق الله العظيم القائل: ﴿ ... وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ... .

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن هذا السؤال قد تكرر مضمونه، وأجبنا عنه ، ونعود فنقول:
أولاً: لو كان الإنقسام دليلاً على البطلان كما يقوله هذا السائل لكان الإسلام أشد بطلاناً من اليهودية والنصرانية، لأن أتباعه انقسموا إلى ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية والباقون في النار، بينما انقسم اليهود إلى أحدى وسبعين، وانقسم النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة..
ثانياً: إن أهل السنة مختلفون فيما بينهم، ربما أشد من اختلاف الشيعة، فالوهابية تختلف عن الأشاعرة، والسلفية، والمعتزلة، والماتردية، والمرجئة، والخوارج، والأزارقة، والبهيسية و.. و.. الخ..
كما أن المذاهب الفقهية متعددة، فهناك حنبلي، ومالكي، وشافعي، وحنفي، وظاهري، وخارجي، ومذهب الأوزاعي، والثوري، وابن عينية و.. و.. الخ..
ثالثاً: إن الوهابية تكفِّر غيرها من أتباع الفرق الأخرى، كما أنكم قد أخرجتم المعتزلة من أهل السنة، والخوارج يكفرون غيرهم، وما إلى ذلك. فإن كان التكفير دليلاً على البطلان، فهو في هذه الفرق أوضح من غيره. فإنهم لا ينكرونه، بل دونوه في كتب عقائدهم.. أما الشيعة فلا يكفِّرون أهل السنة، ولا الوهابية، ولا الأشاعرة، ولا المعتزلة، ولا أهل الحديث، ولا السلفية، ولا.. ولا..
رابعاً: إن السبيل الذي فيه النجاة هو سبيل الإسلام وهو سبيل واحد، أصابه من أصابه وأخطأه من أخطأه، فمن التزم به وبقي عليه نجا، ومن اتبع السبل الأخرى مثل البابية والبهائية وغيرها هلك وهوى.
فالمطلوب: هو البحث والتحري للوصول إلى الحق، ولا يكون ذلك إلا بالدليل القاطع والبرهان الساطع، الذي ينتهي إلى الثقلين اللذين لن يضل من تمسك بهما، ولن يفترقا إلى يوم القيامة.. وهما كتاب الله، وأهل البيت المطهرون المعصومون، الذين مثلهم في الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى..
وهذا يعطي: أن من أخذ دينه من هذين المصدرين، فقد اتبع سبيل الله، وأخذ بالإسلام الصافي. والشيعة يقولون: إنهم قد فعلوا ذلك.. فماذا يقول غيرهم؟! ومن أين أخذ معارفه ودينه؟!
والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله 1.

  • 1. ميزان الحق.. (شبهات.. وردود)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، الجزء الثالث، 1431 هـ . ـ 2010 م، السؤال رقم (106).