الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الكيل بمكيالين في قبول وتضعيف الحديث؟‍..

نص الشبهة: 

بسمه تعالى

إننا حين نستدل بالروايات التي رويت في كتب الصحاح عند أهل السنة، فإن علماءهم يردون علينا بأن هذه الرواية ضعيفة بفلان، فقد ضعفه العقيلي، أو ابن حبان، أو ابن معين، ونحو ذلك.. وإذا استدللنا عليهم بما ورد في كتبهم، غير كتب الصحاح فإنهم يقولون لنا: هذا الحديث مكذوب.. فهل يحق لهم رد الحديث بهذه الطريقة؟!

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد..
فإننا في مقام الإجابة على هذا السؤال، نقول ما يلي:
أولاً: إنه إذا كان أهل السنة يعتقدون بصحة جميع الأحاديث الواردة في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، فإن عليهم أن يقبلوا بإلزام خصومهم لهم بما يلزمون بهم أنفسهم..
ولو كان ما يذكرونه من طعون موجباً لسقوط الروايات عن الاعتبار، فإن ذلك سيعود عليهم بالكارثة العظمى، لأنه سوف يسقط أحاديث كتب الصحاح عندهم عن الاعتبار، فإنك لا تكاد تجد راوياً من رواة أحاديث صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما، يسلم من أن يكون قد قيل فيه طعن من أكثر من واحد من علمائهم..
وتلك هي كتب رجالهم ـ مثل تهذيب التهذيب وغيره ـ تشهد على ما نقول..
ثانياً: بالنسبة إلى تكذيبهم للأحاديث التي نحتج عليهم بها، حين لا تكون موجودة في كتب صحاحهم، بل تكون مروية في كتب أخرى، مثل مستدرك الحاكم، وغيره، نقول: إنه إذا كانت هذه الأحاديث مكذوبة، فإنما اختلقها علماؤهم، فلا بد أن نسألهم عن سبب إقدام أولئك العلماء على ذلك.. فهل كانوا يستعملون التقية مع الشيعة؟! أم أن الشيعة قد أجبروهم على اختلاقها؟!.. أو أن الشيعة هم الذين دسوها في كتبهم؟!..
وإذا كان ذلك صحيحاً، فلماذا لا يكون الأمر شاملاً لكتب صحاحهم أيضاً؟!.. وهل كانت السلطة بيد الشيعة في يوم ما، ومتى؟!.. وهل يمكن أن نثق بشيء من المؤلفات في مثل هذا الحال؟!..
وثالثاً: إن من المعلوم أن ضعف الحديث سنداً لا يعني أنه مكذوب.. بل قد يمنع ذلك من صحة الاحتجاج به، إلا إذا بلغ حد التواتر، أو احتف بقرينة قطعية أو ما إلى ذلك.. فالمبادرة إلى تكذيب الحديث الضعيف يعتبر مجازفة غير مقبولة من الناحية العلمية..
والحمد لله رب العالمين 1.

  • 1. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (237).