حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
زواج ابي بكر من اسماء بنت عميس
نص الشبهة:
إذا كان الصديق الأكبر أبو بكر (رض) عندكم منافقاً ومرتداً وظالماً وغاصباً، فكيف أجرى علي عقد زواجه على أسماء بنت عميس، أرملة أخيه جعفر الطيار؟
الجواب:
هذا السؤال يدل على عدم اطلاع صاحبه، فإن أبا بكر تزوج بأسماء بنت عميس في زمن النبي صلى الله عليه وآله بعد شهادة زوجها جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه. روى ذلك مسلم النيشابوري في صحيحه: 4 / 27: (عن عائشة قالت نَفَسَت أسماء بنت عميس بمحمد بن أبى بكر بالشجرة، فأمر رسول الله (ص) أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتَهِلّ). انتهى.
ولم نجد في أي مصدر أن أمير المؤمنين عليه السلام قد أجرى عقد زواج أسماء بنت عميس على أبي بكر!!
أما لماذا تزوجت أسماء بأبي بكر ولم ينهها النبي صلى الله عليه وآله أو علي عليه السلام؟
فجوابه: أن النبي صلى الله عليه وآله أجرى الأحكام الشرعية على الظاهر، ولم يعامل الناس على ما في قلوبهم، ولم يكن يكشف ستراً عن أحد، فمع أنه صلى الله عليه وآله قال: كما في مسند أحمد: 4 / 83: (إن في أصحابي منافقين)، فقد قال أيضاً في الصحيح عندهم: (لا نخرق على أحد ستراً)، وقد رواه في مجمع الزوائد: 9 / 410: (عن ابن عمر قال كنت عند النبي (ص) إذ جاء حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله الإيمان ههنا وأشار إلى لسانه والنفاق ههنا وأشار إلى صدره، ولا يذكر الله إلا قليلاً، فسكت عنه النبي (ص)، فردد ذلك عليه حرملة، فأخذ النبي (ص) بطرف لسان حرملة فقال: اللهم اجعل له لساناً صادقاً وقلباً شاكراً، وارزقه حبي وحب من يحبني وصل أمره إلى الخير. فقال حرملة: يا رسول الله إن لي إخواناً منافقين كنت فيهم رأساً ألا أدلك عليهم؟ فقال النبي (ص): من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على ذنبه فالله أولى به، ولا نخرق على أحد ستراً. ورجاله رجال الصحيح). انتهى.
وأبو بكر كان على ظاهر الإسلام، ولذا عامله النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام على ذلك، ولم يكشف له ستراً.
وأما ما أشار إليه الكاتب من اعتقادنا في أهل البيت عليهم السلام والصحابة، فنحن نطيع نبينا صلى الله عليه وآله الذي أمرنا أن نتمسك بعده بالقرآن و العترة الطاهرة، بحديث الثقلين الذي صححه الجميع، ونتلقى القرآن والسنة من أهل البيت وحدهم عليهم السلام، ونجعلهم مقياساً للمرضيين وغير المرضيين من الصحابة، وقد روى الجميع أن حب علي عليه السلام وبغضه كان المقياس للإيمان والنفاق في حياة النبي صلى الله عليه وآله فكذلك هو بعد وفاته 1، وكذلك الأمر في بقية المعصومين من العترة عليهم السلام، فإن ثبت عندنا أن علياً أو فاطمة أو الحسن أو الحسين أو أحداً من المعصومين عليهم السلام له رأي سلبي في شخص أخذنا به حتى لو كان الطرف صحابياً، لأنا مكلفون بإتباع أهل البيت عليهم السلام، ولسنا مكلفين بإتباع الصحابة.
لكن المشكلة عندكم حيث رويتم أنتم أن علياً عليه السلام كان رأيه سيئاً في أبي بكر وعمر، فقد روى مسلم في صحيح: 5 / 152: قول عمر مخاطباً علياً والعباس: (فقال أبو بكر قال رسول الله (ص): ما نورث ما تركنا صدقة، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق.
ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله (ص) وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق، فوليتها، ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فقلتما إدفعها إلينا... الخ.) انتهى.
وعلى هذا فمصادركم الصحيحة تروي أن عمر يشهد بأن علياً عليه السلام والعباس قد شهدا في حقهما بأربع صفات فظيعة، وتشير شهادتهما إلى اتهامهما أبا بكر وعمر بأنهما دبرا مؤامرة السقيفة، وغصبا الخلافة من أمير المؤمنين عليه السلام، وصادرا مزرعة فدك من فاطمة الزهراء عليها السلام! وهذا كلام صحاحكم وليس كلامنا 2!