ما معنى الاستدراج؟

لقد تطرق القرآن الكريم إلى موضوع الاستدراج الذي هو عقوبة المكذبين بآيات الله في موضعين:

  1. قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ 1 .
  2. و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَٰذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ 2 .

معنى الاستدراج

الاستدراج في اللغة هو الارتقاء دَرَجَةً دَرَجَةً ، أما معنى استدراج اللهُ العبدَ فهو أخذه قليلاً قليلاً من دون مباغتة و إمهاله و عدم تعجيل عقوبته.
و المراد بكيد اللّه للمكذبين بآياته انه يتركهم يغترون بإحسانه الظاهر فينسون الاستغفار فيتمادون في معصية الله.
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنهُ قَالَ : "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنَقِمَةٍ وَ يُذَكِّرُهُ الِاسْتِغْفَارَ، وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنِعْمَةٍ لِيُنْسِيَهُ الِاسْتِغْفَارَ وَ يَتَمَادَى بِهَا، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ ... سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ 3 بِالنِّعَمِ عِنْدَ الْمَعَاصِي" 4.
و سُئِلَ الإمام جعفر الصادق عليه السلام عَنِ الِاسْتِدْرَاجِ‏ ؟
فَقَالَ: "هُوَ الْعَبْدُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُمْلَى لَهُ‏ 5، وَ تُجَدَّدُ لَهُ عِنْدَهَا النِّعَمُ فَتُلْهِيهِ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَهُوَ مُسْتَدْرَجٌ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ" 6 .
و عن الامام الصادق عليه السلام أنَّهُ قَالَ: "كَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِمَا قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَ كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِسَتْرِ اللَّهِ عَلَيْهِ‏، وَ كَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ" 6.