لمعرفة المنتصر أو المهزوم في أية قضية لا بُدَّ و أن يكون التقييم وفقاً لمعايير خاصة ، و من أحد أهم تلك المعايير معرفة أهداف كل من طرفي النزاع ، حيث أن المنتصر هو من تمكن من تحقيق أهدافه بصورة كاملة و دقيقة من خلال برنامج مدروس و خطة متقنة .
أصحاب الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) و أنصاره الذين استشهدوا معه بكربلاء في يوم عاشوراء دفاعاً عن الدين الاسلامي و قيمه ، دفنوا بمقربة من قبر الامام الحسين ( عليه السلام ) حيث ضريحهم الآن ، لكن مدفن الشهداء جميعاً ليس داخل الضريح المُخصص بالشهداء ، بل أن أجسادهم الطاهرة مدفونة في تلك البقعة و ما حولها مما يلي ضريح الامام الحسين ( عليه السلام ) ، فلذلك فإن العلماء العارفين و المطلعين يتحاشون العبور من تلك البقعة المباركة إحتراماً لأولئك الشهداء الكرام . ثم أن حبيب بن مظاهر الأسدي يبعد قبره عن قبر الإمام عدة أمتار حيث ضريحه الآن ، و هو معروف .
المشهور أن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (رحمه الله) و عطية العوفي هما أول من زارا قبر الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)، و قد حصلت هذه الزيارة في العشرين من شهر صفر.
التَّطْبير شعيرة من الشعائر الحسينية، و المقصود به هو ضرب أعلى الرأس بالسيوف أو القامات أو ما شابه ذلك من الآلات الحادة ضرباً خفيفاً حتى يخرج الدم على أثر ذلك مواساةً لأبي عبد الله الحسين (عليه السَّلام) الذي قُتل شهيداً و مظلوماً في يوم عاشوراء1 بأرض كربلاء المقدسة2 .
أمَّ وَهَبْ : هي بنت نمر بن قاسط و زوجة عبد اللّه بن عمير الكلبي ، و قصتها هي أن زوجها عندما رأى الناس يستعدون و يتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) عَزَمَ على الذهاب لنصرته و مقاتلة هؤلاء الناس ، قائلاً : و اللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك
أحكام الحائر الحسيني : لقد أفتى الفقهاء بتخيير المسافر بين التقصير و الإتمام في الصلوات الرباعية في أربعة مواضع 1 منها الحائر الحسيني ، أي في المساحة التي تحيط بالمرقد الشريف من كل جانب بمقدار خمسة و عشرين ذراعاً ـ أي ما يقارب 5 / 11 متراً ـ ، و هذا المقدار هو الثابت و المتيقَّن . وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 2 ( عليه السلام ) قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " تَتِمُّ الصَّلَاةُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ ، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ ( صلى الله عليه وآله ) ، وَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، وَ حَرَمِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ " 3 .
الذين إستشهدوا من أبناء أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) في كربلاء مع أخيهم الحسين ( عليه السَّلام ) هم سبعة عشر ، أما أسمائهم فهي : 1. إبراهيم . 2. أبو بكر .
السبب في إحياء لذكرى إستشهاد الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) يعود لأمور كثيرة نُشير إلى أهمها بإختصار كالتالي : · إن الحسين ( عليه السَّلام ) ليس كغيره من الشهداء ، حيث أن منزلته أرفع بكثير عن منزلة سائر الشهداء ، فهو خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً . · إن الهدف الذي استشهد الحسين ( عليه السَّلام ) من أجله هو نفس الهدف الذي سعى لتحقيقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و ضحَّى في سبيله ، فالنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي غرس شجرة الإسلام و الحسين هو الذي سقى هذه الشجرة بدمه و دماء أنصاره ، فالإسلام محمدي الوجود و حسيني البقاء ـ كما قيل ـ و لولا تضحية الحسين ( عليه السَّلام ) لما بقي من الإسلام شيء ، و لعل قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، إشارة إلى ما ذكرنا . · إن إحياء ذكرى الحسين ( عليه السَّلام ) إنما هو إحياء لقضية الإسلام و الاُمة ، و إحياء لذكرى كل شهيد ، و إنتصار لقضية كل مظلوم .
إن الرحلة التي قام بها الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) من أرض الحجاز إلى أرض العراق لهي من أهم الحوادث التاريخية التي ينبغي أن تُدرس بدقة و إمعان ، و ذلك لما تحمل هذه الرحلة في طياتها الكثير من الحوادث و الوقائع و اللقاءات و المراسلات و الدروس و العبر .
ليس هذا القول إلا قولاً رخيصاً و إدعاءً باطلاً ، ذلك لأن الأحاديث الصحيحة و المتواترة المروية عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) تُبيِّنُ بكل وضوح و صراحة أن بنو أمية ـ كما أخبر بذلك الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ـ سيستولون على الحكومة الإسلامية ظلماً و عدواناً غاصبين بذلك حق أهل البيت ( عليهم السلام ) ورثة الخلافة الحقَّة عن الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و إليك نماذج من تلك الروايات : 1. رَوى عباد بن يعقوب عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله ، قال رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه 1 . 2. و ذكر السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور في ذيل تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... ﴾ 2 ، أن سعيد بن مسيب قال : رأى رسولُ الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) بني أمية يَنْزُون على منبره نزو القرد فساءه ذلك ، قال : و هذا قول ابن عباس في رواية عطا 3 . 3. و قال السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور في تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... ﴾ 2 ، و أخرج ابن حاتم عن يعلي بن مرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) : أريت بني أمية على منابر الأرض و سيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، و اهتم رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) لذلك فأنزل الله : ﴿ ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ... ﴾ 24 .
أهل البيت ( عليهم السَّلام ) الوارد ذكرهم في آية التطهير 1 . ، و كذلك في الكثير من الأحاديث المصيرية المروية عن النبي محمد المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) ، إستناداً إلى العديد من الأحاديث الصريحة و الصحيحة هم التالية أسماؤهم : 1. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) . 2. السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) . 3. الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) . 4. الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
المقصود بأهل البيت في الأحاديث الشريفة
نكتفي هنا بالإشارة إلى بعض ما رواه المحدثون عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من الأحاديث الصريحة ببيان أن المراد من أهل البيت في آية التطهير و الأحاديث إنما هم علي و فاطمة و الحسنان ( عليهم السَّلام ) ، و اليك بعض النماذج المروية : 1. عن عائشة قالت : خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة و عليه مِرْط 2 مرحّل 3 من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 4 ، 5 .
يُعتبر هذا الموضوع من جملة المواضيع التي تكرر التساؤل عنها على مدى القرون و الأعصار ، و لقد أجاب عنه العلماء الأعلام بإجابات مختلفة حسب مقتضى الحال ، لكن أفضل إجابة على هذا السؤال هو ما أجاب به الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) حينما طرح عليه هارون العباسي هذا السؤال ، فكانت الإجابة منه ( عليه السَّلام ) على شكل حوار جرى بينهما كالتالي :