خطبة فاطمة الزهراء في معنى فدك و فلسفة بعض الاحكام

رُوِيَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ عليه السلام ، قَالَتْ : قَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام فِي خُطْبَتِهَا فِي مَعْنَى فَدَكَ‏  : " لِلَّهِ فِيكُمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ‏ - كِتَابُ اللَّهِ بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ وَ آيٌ مُنْكَشِفَةٌ سَرَائِرُهُ وَ بُرْهَانٌ مُتَجَلِّيَةٌ ظَوَاهِرُهُ ، مُدِيمٌ لِلْبَرِيَّةِ اسْتِمَاعُهُ ، وَ قَائِدٌ إِلَى الرِّضْوَانِ أَتْبَاعَهُ ، مُؤَدِّياً إِلَى النَّجَاةِ أَشْيَاعَهُ ، فِيهِ تِبْيَانُ حُجَجِ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةِ ، وَ مَحَارِمِهِ الْمَحْدُودَةِ ، وَ فَضَائِلِهِ الْمَنْدُوبَةِ  ، وَ جُمَلِهِ الْكَافِيَةِ ، وَ رُخَصِهِ الْمَوْهُوبَةِ  ، وَ شَرَائِعِهِ الْمَكْتُوبَةِ ، وَ بَيِّنَاتِهِ الْخَالِيَةِ  ، فَفَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ‏ الشِّرْكِ‏ ، وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ ، وَ الزَّكَاةَ زِيَادَةً فِي الرِّزْقِ ، وَ الصِّيَامَ تَبْيِيناً لِلْإِخْلَاصِ ، وَ الْحَجَّ تَسْنِيَةً لِلدِّينِ‏  ، وَ الْعَدْلَ تَسْكِيناً لِلْقُلُوبِ ، وَ الطَّاعَةَ نِظَاماً لِلْمِلَّةِ ، وَ الْإِمَامَةَ لَمّاً مِنَ الْفُرْقَةِ  ، وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى الِاسْتِيجَابِ‏  ، وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَامَّةِ ، وَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وِقَايَةً عَنِ السَّخَطِ ، وَ صِلَةَ الْأَرْحَامِ مَنْمَاةً لِلْعَدَدِ ، وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ ، وَ الْوَفَاءَ بِالنَّذْرِ تَعْرِيضاً لِلْمَغْفِرَةِ ، وَ تَوْفِيَةَ الْمَكَايِيلِ وَ الْمَوَازِينِ تَعْيِيراً لِلْبَخْسَةِ  ، وَ قَذْفَ الْمُحْصَنَاتِ حَجْباً عَنِ اللَّعْنَةِ  ، وَ تَرْكَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ  ، وَ أَكْلَ أَمْوَالِ الْيَتَامَى إِجَارَةً مِنَ الظُّلْمِ‏  ، وَ الْعَدْلَ فِي الْأَحْكَامِ إِينَاساً لِلرَّعِيَّةِ ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْكَ إِخْلَاصاً لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ‏ فِيمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَ انْتَهُوا عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ " 1 .
وَ الْخُطْبَةُ طَوِيلَةٌ أَخَذْنَا مِنْهَا مَوْضِعَ الْحَاجَةِ.

  • 1. من لا يحضره الفقيه : 3 / 567 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، طبعة انتشارات اسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، الطبعة الثالثة ، سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .