الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

التشيع في مصر هو الأصل والتسنن وافد

في منتصف الأربعينات بدأ النشاط الشيعي يبرز في مصر على يد جماعة التقريب وقد استمر هذا النشاط حتى فترة السبعينات..

وفي السبعينات ظهرت جمعية آل البيت وكانت الظروف مساعدة لها في البداية إلا أنه بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران انعكس موقف الحكومة المعادي لإيران عليها وصدر قرار بوقف نشاطها..

وفي الثمانينات انعكست الثورة الإسلامية على الواقع الإسلامي بمصر رغم كل المحاولات المستميتة التي بذلت للقضاء على تأثير هذه الثورة على مسلمي مصر ونتج رغم الحصار الإعلامي تيار شيعي أخذ مكانه وسط التيارات الإسلامية البارزة في ميدان الحركة الإسلامية.

وظهرت دار البداية أول دار نشر شيعية في مصر ثم ظهرت بعدها دار الهدف لتحقق تواجد إعلامي شيعي مستمر وسط عشرات من دور النشر السلفية الوهابية المتربصة..

ولم يكن الطريق أمام هذه النشاطات سهلا ميسورا فقد شنت عليها غارات وغارات من وقف جمعية آل البيت إلى التنظيمات الشيعية المزعومة إلى حملات الدعاية والطعن والتشويه المستمر بلا توقف من الحكومة والأزهر والسلفيين.

وكأن هذا هو قدر الشيعة الثابت. أن تطاردهم السياسة. وأن يكونوا ضحاياها أئمة وأتباعا..

ولقد أدت هذه الحملات إلى خلق رد فعل دعائي للشيعة فاق حجمها بكثير. كما أوجد قاعدة إعلامية استثمرتها حركة التشيع. ثم جاءت أزمة الخليج وما تابعها من هزات سياسية وعقائدية للدول النفطية والإسلام السلفي الذي تدعمه. تلك الهزات التي أدت إلى فتح ثغرات في جدار الوهابية المعاصرة العقيدة المتربصة بالشيعة المحرضة عليها والتي تمثل الإسلام النفطي الذي يقف في مواجهة الإسلام الشيعي..

وإذا كانت حركة التشيع في مصر قد أخذت دفعتها الكبرى بعد قيام الثورة الإسلامية. فقد أخذت امتدادها بعد أزمة الخليج التي فتحت أعين مثقفي مصر على الشيعة وأطروحتها الإسلامية التي برزت كبديل عن الأطروحة السلفية النفطية..
والقطاع الغالب من شيعة مصر اليوم هم الشباب الذين تفرخوا من خلال مرحلة الثمانينات. مرحلة الحرب على الشيعة في مصر وردود الأفعال الشيعية عليها..

وليست هناك إحصائية دقيقة بعدد الشيعة في مصر اليوم. فالشيعة منتشرون في بقاع كثيرة من مصر. وإن الذين يلتزمون بالتقية منهم ربما يكونوا أكثر من المعلنين.

وليس الهدف من دراستنا هذه هو رصد حركة التشيع جغرافيا وعدديا. بل الهدف من هذه الدراسة هو إلقاء الضوء على جانب مجهول من تاريخ مصر لا زال يلقى بظلاله على الواقع..

الهدف هو الإجابة على سؤال يدور في الأذهان: هل التشيع ظاهرة طارئة على المجتمع المصري...؟

أم لها جذورها العميقة فيه...؟

هل تفاعلت مصر مع التشيع وتعايشت معه أم تنافرت منه وتباعدت..؟

سوف نحاول في هذا الكتاب 1 الإجابة على هذه التساؤلات..

وأخيرا ليس هذا الكتاب سوى محاولة للتعرف على حقيقة هامة وهي أن التشيع في مصر هو الأصل. والتسنن وافد..

ولله الحمد والشكر ومنه التوفيق والسداد 2.

صالح الورداني        
غرة ربيع الأول عام ١٤١٤ هـ‍

 

تسهيلا للقارئ نقدم المواضيع المطروحه في كتاب "الشيعة في مصر":

 

  • 1. الشيعة في مصر.
  • 2. المصدر: مقدمة كتاب الشيعة في مصر للكاتب المصري صالح الورداني.