مجموع الأصوات: 41
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1723

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

محمد بن أبي بكر

هو ربيب الإمام علي الذي تزوج بأمه بعد وفاة أبي بكر. و كان مولده في حجة الوداع وأمه هي أسماء بنت عميس الخثعمية .

و قد شارك محمد بن أبي بكر في وقعة صفين مع الإمام و لازمه ونهل من عمله وخبرته و كان له بمثابة التابع الأمين.
و في أثناء الصراع بين معاوية و الإمام بعد مصرع عثمان وقعت في مصر عدة انتفاضات كان المحرك الأساسي لها أنصار عثمان من أهالي قرية خربتا والذين استثمر هم معاوية في إثارة القلاقل في مصر ضد ولاة الإمام علي.

وأصدر الإمام قرارا بعزل قيس بن سعد بن عبادة وإليه على مصر ودفع بمحمد ابن أبي بكر ليحل محله.
وتسلم ابن أبي بكر الأمر من قيس الذي أوصاه قبل رحيله من مصر بأن يعمل على كسب أهل خربتا إلى صفه و أن يكايد بهم معاوية وابن العاص (إنك إن كايدتهم بغير ذلك تهلك.) 1.
يروي السيوطي: و لم يزل محمد بن أبي بكر بمصر قائم الأمر مهيبا بالديار المصرية حتى كانت وقعة صفين. و لما بلغ أهل مصر خبر معاوية و من معه من أهل الشام على قتال أهل العراق وصاروا إلى التحكيم. فطمع أهل مصر في محمد بن أبي بكر واجترؤا عليه وبارزوه بالعداوة. والمقصود بأهل مصر هنا هم أهل خربتا و أنصار عثمان. فلما ولى عليها الأشتر النخعي عظم ذلك على معاوية لأنه كان يطمع في انتزاعها من ابن أبي بكر وعلم أن الأشتر سيمنعها منه لحزمه وشجاعته. و كان أن قتل الأشتر بالسم. واستمر ابن أبي بكر على الديار المصرية.

و كان ضعف جأشه مع ما فيها من الخلاف عليه من العثمانية الذين ببلدة خربتا و كانوا قد استفحل أمرهم. وعين معاوية عمرو بن العاص لنيابة مصر ففرح بها وتحالفت خربتا مع عمرو. وحاصر أهل الشام ابن أبي بكر وقبض عليه وقتل عام 38 هـ  2.
و في رواية ابن تغري: كان معاوية يهاب مصر لأجل الشيعة وقصد معاوية أن يستعين بأخذ مصر على حرب علي. وسير الجيوش بقيادة ابن العاص الذي أرسل لابن أبي بكر يطلب منه الاستسلام والخروج من مصر. إلا أن محمد بن أبي بكر رفض الاستسلام ونشبت معركة هزم فيها جند محمد وأخذ أسيرا وأعدم حرقا في جيفة حمار ميت. وقيل أنه قطعت رأسه وأرسلت لمعاوية بدمشق وطيف به وهو أول رأس طيف به في الإسلام 3.
و يبدو أن الفتن والمؤامرات كانت أكبر من محمد ابن أبي بكر والامكانيات المتاحة له في مصر. و قد حرص كثير من المؤرخين على إظهار ابن أبي بكر بمظهر الرجل العاجز والمستبد عديم الرأي والحنكة و كان هذا طعنا غير مباشر للإمام علي الذي اختاره لهذه المهمة.
إلا أن الحقيقة هي أن التواجد الشيعي في مصر بتلك الفترة لم يكن من القوة بحيث يمكنه الصمود أمام جيوش أمام جيوش الشام. خاصة أن معظم أهل خصر وقتئذ لم يكن يعنيهم هذا الصراع في شئ حيث إنهم كانوا على ملتهم و لم يكونوا قد دخلوا الإسلام بعد 4.

  • 1. أنظر النجوم الزاهرة وخطط المقريزي. وروي ابن تغري بردي: أن ابن العاص لما حاصر مصر وفيها ابن أبي بكر أرسل إليه يقول: أما بعد فنح عني بدمك فإني لا أحب أن يصيبك مني قلامة ظفر. والناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك فاخرج إني لك من الناصحين. إنا لا نعلم أحدا كان على عثمان أشد منك فسعيت عليه مع الساعين وسفكت دمه مع السافكين.
  • 2. أنظر حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة.
  • 3. أنظر النجوم الزاهرة.
  • 4. المصدر: كتاب الشيعة في مصر للكاتب المصري صالح الورداني.