تعد تربية الأطفال مسألة في غاية الأهمية والصعوبة ، فهي مهمة جداً لأن التربية السليمة تساهم في بناء جيل ملتزم ومؤمن ، وهي صعبة لأن التربية بحاجة إلى وعي وثقافة وعلم بأصول التربية و قواعدها ، كما أن الآبـاء بحاجة إلى فهم أفضل لتفكير الأطفال وميولهم وحاجاتهم المتنوعة ، ويقع بعض الآباء في خطأ فاحش عندما يــلبون الاحتياجات المادية للأطفال ويغفلون عن تلبية الحاجات الروحية والأخلاقية لهم.
الإنسان عندما يصنع الذنب ويبادر إلى التوبه ﴿ ... تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ... ﴾1 عندما يبادر إلى الندم تأنيب النفس وتقريعها يسهل عليه أن يرجع، ولكن عندما تترادف الذنوب ذنبٌ وذنب، أكذب وأغتاب، أعقُ والديّ وأقيم علاقات غير مشروعه، أظلم الناس وأأكل الحرام، لا أخرج الحقوق الشرعيه، ذنبٌ على ذنب، خطيئه على خطيئه ومعصيه تليها معصيه، عندما تترادف الذنوب ينجم عنها قسوة القلب.
فالدرس الأول المستوحى من هذه الآية: بأن الله عز وجل بناؤه مع الخلق، وعلى خصوص المؤمنين منهم، والله يقلبهم بين فتنة وببلاء ومحنة.. لأن الإنسان في هذه الدنيا -كما هو مجرّب- لو عاش من دون فتنة، فسيكون سريع الإسترخاء، والتثاقل إلى الأرض.. فالبلاء في حياة المؤمن بمثابة الشوك على الأرض..
في زمنٍ تكثر فيه الانشغالات والهموم الحياتيّة، وما يعنيه ذلك من انعكاسها على العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، تبرز إلى الواجهة بعض العناوين المهمّة، التي من شأنها أن توطّد أواصر اللّحمة والمحبّة بينهم، وفي مقدّمتها تلبية بعض الاحتياجات الأساسيّة. فما هي هذه الاحتياجات؟
﴿ ... يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... ﴾1.. وكأن بينهم ارتباط.. أي بين الذكر الدائم، وبين التفكير العميق.. فلماذا عامة الناس يذكرون الله في المسجد، وإذا خرجوا نسوا الله عز وجل؟.. ولماذا عامة الحجاج يذكرون الله أيام معدودات أو أيام معلومات، فإذا رجعوا إلى أوطانهم نسوا الله عز وجل؟..
قال أمير المؤمنين(علیه السلام): «إذا أردت أن تدعو باسمه الأعظم، فاقرأ من أوّل سورة الحدید إلى آخر ستّ آیات منها (علیم بذات الصّدور)، وآخر سورة الحشر یعنی أربع آیات ثمّ ارفع یدیک فقل: یامن هو هکذا أسألک بحقّ هذه الأسماء أن تصلّی على محمّد وأن تفعل بی کذا وکذا ـ ممّا ترید ـ فوالله الذی لا إله غیره لتنقلبنّ بحاجتک إن شاء الله».
كما أن الجسد يتعرض للمرض أيضاً القلب يتعرض للمرض القرآن الكريم يقول:﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ... ﴾1 قد يصاب الإنسان أحياناً بالقلق وهذا مرض قلبي، أو يصاب بالحسد، وقد يصاب بسوء الظن يشكك دائماً في شخصيات الآخرين وهذا مرض، وكما أن مرض الجسد يمنع من الراحه فإن مرض القلب يمنع من الراحه.
الإنسان له قابليتان: قابلية التزكية والصلاح وقابلية الفساد والانحراف، يقول تعالى:﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾1، ومن ثم، فهو المسؤول عن اختياره، فالله بيّن لنا الطريقين، طريق الخير وطريق الشر كما في قوله تعالى:﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾2 أي نجد الخير ونجد الشر، وعليك اختيار أحدهما، وتحمل مسؤولية اختيارك في الآخرة.
إن هذه الآيات من الآيات التي تعطينا درسا بليغا في كيفية التوبة إلى الله عز وجل.. فلا ينبغي أن نخلط بين التوبة اللفظية، التي قد لا تستتبع الندامة، ولا العزم على عدم العود.. وعندئذٍ لا يمكن أن يعد هذا من الاستغفار والتوبة بشيء، فلا ارتباط له بالتوبة الحقيقية، التي تتغلل إلى أعماق الوجود.. إنما هي مجرد ألفاظ يتلفظها الإنسان، من دون أن يكون له أي مدلول في الخارج.. والقرآن الكريم ديدنه أن يبين المفهوم والمصداق.. فآيات التوبة في القرآن كثيرة جدا، ولكن القرآن الكريم يقدم لنا عينة من التوبة الحقيقة، تلك التوبة التي صدرت في زمان النبي (ص).
ما أشرتم إليه يُعبَّر عنه بالفُحش من القول كما يُعبَّر عنه بالكلام البذيء وهو يشملُ كل مُستقبَح من الكلام كالذي يخدشُ الحياء أو يُسيء للمخاطَب كالشتيمة والسبِّ والقذف، وقد وردت رواياتٌ كثيرة تؤكِّد حرمة ذلك وتتوعَّد من يُمارس هذه المعصية بالنار كما بيَّنت بعضُ الروايات شيئًا من الآثار المترتِّبة على هذه المعصية في الدنيا.
رحلة الإنسان في هذه الحياة تتطلب معرفة بطبيعتها، وتهيؤًا واستعدادًا لتحقيق الغرض من هذه الرّحلة، وهذا ما توضحه الرسالات السماوية، ويدركه الإنسان بضميره وعقله السّليم.
لا شك في إن القلب المشغول بأمور الدنيا ومفاتنها، سيكون غير صالح لاستقبال إشارات عالم الغيب، خلافاً للقلب الصافي المروض، بحيث لا يشغل إلا بمولاه جل وعلا. غير أن المشكلة تكمن في كيفية ضبط الأفكار الواردة، التي قد تأتي دون إرادة الإنسان، إذ كيف له أن يسيطر على عالم الوهم والفكر؟!
يزخر دعاء الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بجملة من التوصيات التي تمثل وظائف أخلاقية لمختلف أطياف المجتمع، فالشيخ والشاب والمرأة والغني والفقير.. كلٌّ منهم يجد لنفسه وظيفة أخلاقية يدعو له الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بالتوفيق لتحصيلها.
من الآداب المهمّة لقراءة القرآن، التي تمنح الإنسان نتائج كثيرة واستفادات غير معدودة، هو التطبيق العمليّ للآيات الكريمة. وكيفيّته أنّه حينما يتفكّر في كلّ آية من الآيات الشريفة، يطبّق مفادها في حاله، ويرفع نقصانه بواسطة هذا التطبيق، ويشفي أمراضه به.
إن الحديث عن الصلاة، ولئن كان أمراً شخصياً، فإنه أمر مصيري بالغ الأهمية؛ لما له من دور في بناء الشخصية المسلمة.. إذ معلوم أن الصلاة عمود الدين، كما جاء في الحديث الشريف، وليس بخافٍ على ذي لب مصير البناء إذا ما تهاوى عموده!
تشتمل كلّ صفحة من صفحات القرآن الكريم على عدد من الآيات القرآنية، تصل إلى أكثر من عشر آيات فما فوق كما هو الحال في المصحف الشريف، والاستثناء الوحيد هو في الآية رقم 282 من سورة البقرة، التي تغطّي صفحة كاملة من المصحف القرآني الشريف، وتتبعها آية مكملة لها في الصفحة التالية، فهي أطول آية في القرآن الكريم. واللافت للنظر أنّ أطول آية لا تتحدّث عن جانب عقدي أو عبادي، وإنّما خصّصت للتأكيد على توثيق الديون والحقوق بين الناس.
إذا خال الإنسان العفو والمغفرة بعيدين لشدة وكثرة ذنوبه فيئس واعتبر أن لا فائدة من التوبة فيجب أن يعلم أن يأسه أسوأ من كل ذنوبه السابقة، لأن اليأس الكلي شاهد على الإبتعاد والإنقطاع عن الله.
من مهمّات آداب النيّة، وهو في الوقت نفسه من مهمّات جميع العبادات، ومن المقرّرات الكليّة الشاملة: الإخلاص. وحقيقته تصفية العمل من كلّ شائبة سوى الله، وتصفية السرّ عن رؤية غير الحقّ تعالى في جميع الأعمال الظاهريّة والباطنيّة. وكمال الإخلاص ترك الغير مطلقاً، وجعل الإنّيّة والأنانيّة، والغير والغيريّة تحت قدمَيك.
لا يجوزُ للزوجةِ التجسًّس على زوجِها والتفتيشِ عن معائبِه وأخطائه كما لا يجوز لها ذلك مع غيره، وذلك لقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ... ﴾1 ثم إنَّ التجسُّس يُعدُّ من التتبُّعِ لعثراتِ المؤمنين والفحصِ عن هفواتهم، وقد ورد النهيُ عن ذلك في الكثير من الروايات الواردةِ عن الرسولِ الكريم (ص) وأهلِ بيتِه.