مجموع الأصوات: 62
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1994

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

مالك الاشتر النخعي

هو مالك الأشتر النخعي أو مالك بن الحارث النخعي الساعد الأيمن للإمام علي (عليه السلام) وسيفه البتار. خاض مع الإمام معاركة التي خاضها في مواجهة أهل القبلة من الصحابة والخوارج وأهل الشام. و كانت له مكانة خاصة عند الإمام الذي كان يعتبره من أتباعه المخلصين الذين يوالونه بقلوبهم وسيوفهم.

و قد أسهم مالك في وقعة الجمل كما أسهم في الثورة على عثمان وقاد المعارك ضد معاوية في وقعة صفين وكاد أن يحقق النصر ويدحر جيوش الشام لو لا حيلة ابن العاص برفع المصاحف 1.
ويعرف عن مالك شدته في الحق وتعصبه للإمام علي و من مظاهر هذه الشدة أنه كان يهدد المترددين والمتوقفين عن بيعة الإمام ويجبرهم على بيعته كما كان من المعارضين لوقف القتال في صفين واختاره الإمام حكما بينه و بين معاوية إلا أن الخوارج رفضوا هذا الاختيار لخوفهم من أن يتسبب الأشتر في تفجر الصراع من جديد يعد أن توقف بسبب طلب التحكيم 2.
وأثناء الصراع بين الإمام ومعاوية كانت أبصار الإمام تتجه نحو مصر التي بدأ يحرك فيها معاوية أنصاره بدعم من عمرو بن العاص الذي كان قد اتفق مع معاوية على أن يعطيه و لاية مصر مقابل الوقوف إلى جواره ضد الإمام. و كان الإمام قد عزل عمرو بن العاص عن و لاية مصر وأقام مكانه محمد بن أبي بكر.
إلا أن الواضح من سير الأحداث أن محمد بن أبي بكر لم تكن لديه القدرة التي تعينه على مواجهة مثيري الفتن والمتآمرين لحساب معاوية. وهنا قرر الإمام أن يرسل مالك إلى مصر لحسم الصراع الدائر هناك وتسلم زمام القيادة من محمد بن أبي بكر 3.
و قد أحدث هذا القرار هزة كبيرة لمعاوية وابن العاص اللذان كانا يخشيان مالك أشد الخشية واضعين في حسابهم الآثار المترتبة على وصوله إلى مصر وتسلمه زمام القيادة فيها. خاصة أن الإمام قد سلمه ميثاقا وعهدا يستعين به في حكم مصر 4.
لقد كان معاوية يدرك تماما أن وصول مالك إلى مصر يعني ضياعها وخروجها عن دائرة نفوذه فمن ثم سعى ابن العاص إلى تحريضه للعمل على الحيلولة دون وصول مالك لعصر.
و لم يكن هناك من حل معاوية وابن العاص سوى التخلص من مالك فكان أن حرض معاوية رجل من أهل الخراج بمصر الذي لقى الأشتر وهو في طريقه لعصر واستضافه وسقاه عسلا مسمو ما مات بعده 5.
و كان حزن الإمام عليه شديدا و كانت فرحة معاوية أشد و قد قال مقولته الشهيرة عند سماعه خبر وفاته: إن الله جندا من العسل 6.
و كان مالك الأشتر من بين عصبة المؤمن الذين قاموا بتغسيل وتكفين ودفن أبي ذر الغفاري حين مات في الصحراء وحيدا بعد أن نفاه عثمان 7 8.

  • 1. أنظر وقعة صفين لابن مزاحم و في كتب التاريخ مثل الطبري ومروج الذهب.
  • 2. أنظر المراجع السابقة.
  • 3. أنظر النجوم الزاهرة وخطط المقريزي.
  • 4. أنظر المراجع السابقة. ويذكران عهد الإمام للأشتر كتبت فيه عدة مؤلفات لما يحتويه هذا العهد من معالم سياسية وقانونية وإدارية واقتصادية. انظر كتاب عهد الأشتر. ونظرية الحكم والادارة في عهد الإمام للأشتر. ط.بيروت
  • 5. أنظر خطط المقريزي والنجوم الزاهرة وبدائع الزهور. و كان مما قاله الإمام فيه حين أتاه خبره: رحم الله مالكا. لقد كان لي كما كنت لرسول الله (ص).
  • 6. أنظر كتب التاريخ.
  • 7. روى عن الرسول (ص) ما معناه: (أن أبا ذر سيموت وحيدا وستتولى دفنه عصبة من المؤمنين.) و كانت امرأته إلى جواره حين توفي لم تدري ما تفعل حتى ظهر مالك وعصبته.
  • 8. المصدر: كتاب الشيعة في مصر للكاتب المصري صالح الورداني.