الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

اسئلة.. واجوبتها

نص الشبهة: 

وقد ذكرت بعض الروايات: أن فاطمة بنت أسد ولدت علياً «عليه السلام» في جوف الكعبة «..فلما خرجت قال علي «عليه السلام»: السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته. ثم تنحنح وقال: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ الآيات.. فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: قد أفلحوا بك، وأنت والله أميرهم، تميرهم من علمك، فيتمارون، وأنت ـ والله دليلهم. وبك ـ والله ـ يهتدون الخ..» (بحار الأنوار ج35 ص18 و 37 و 38 و 217 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص174 (وط المكتبة الحيدرية ـ سنة 1376هـ ـ 1956م) ج2 ص23 والأمالي للطوسي ج2 ص319 و (ط دار الثقافة ـ قم ـ سنة 1414هـ) ص708 ومدينة المعاجز ج1 ص48 والبرهان (تفسير) ج5 ص329 وحلية الأبرار ج1 ص226 وج2 ص22 والإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص58 والأنوار العلوية ص36 وغاية المرام ج1 ص53 و 99.). وفي حديث آخر: أن النبي «صلى الله عليه وآله»، قال في حديث طويل: «ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي «عليه السلام»، فقال: يا حبيب الله، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام، ويهنؤك بولادة أخيك علي «عليه السلام»، ويقول: هذا أوان ظهور نبوتك، وإعلان وحيك، وكشف رسالتك، إذ أيدتك بأخيك، ووزيرك.. الخ» (بحار الأنوار ج35 ص21 وروضة الواعظين ص83 والروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل القمي ص110 وحلية الأبرار ج2 ص58 وراجع: الهداية الكبرى للخصيبي ص100 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص10.). وفي نص آخر: أنه «عليه السلام» لما ولد سجد على الأرض، وهو يقول: «أشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأشهد أن علياً وصي رسول الله. بمحمد يختم النبوة، وبي يتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين إلخ..» (روضة الواعظين ص79 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص173 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص22 وبحار الأنوار ج35 ص11 و 14 و 104 وج38 ص125 والدر النظيم ص232 والفضائل لابن شاذان ص136 و (ط المكتبة الحيدرية ـ سنة 1381هـ ـ 1962م) ص58 وجامع الأخبار ص57 و 58 ومعارج اليقين في أصول الدين للشيخ محمد السبزواري ص58 والأنوار العلوية ص33 و 37.). فهنا أسئلة عديدة، هي التالية: أحدها: أن القرآن لم يكن قد نزل حين ولادة علي «عليه السلام»، لأنه «عليه السلام» ولد قبل البعثة بعشر سنوات. فكيف قرأ علي «عليه السلام» الآيات من سورة المؤمنون، حين ولادته، وهي لم تكن قد نزلت؟! وكيف تقول الرواية: إن جبرئيل هبط على رسول الله، وقال له:..؟! فهل كان جبرئيل يهبط على النبي «صلى الله عليه وآله» قبل أن يبعث؟! السؤال الثاني: كيف يتكلم علي «عليه السلام» حين ولادته، فإن هذا الأمر غير معقول؟! السؤال الثالث: كيف علم علي «عليه السلام» بهذا القرآن، وهو قد ولد لتوّه ولم يعلمه النبي «صلى الله عليه وآله» إياه. بل هو «صلى الله عليه وآله» لم يره بعد؟!

الجواب: 

والجواب:
أولاً: قد ذكرنا في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان نبياً منذ ولد كما دلت عليه الروايات، ثم صار رسولاً حين بلغ أربعين سنة 1.
ويدل على ذلك: أن عيسى «عليه السلام» كان نبياً منذ ولد، فقد قال تعالى: ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 2.
وقال سبحانه وتعالى عن يحيى: ﴿ ... وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 3.

وورد في أخبار كثيرة، بعضها صحيح السند كما في رواية يزيد الكناسي: إن الله لم يعط نبياً فضيلة، ولا كرامة، ولا معجزة إلا أعطاها نبينا الأكرم «صلى الله عليه وآله».
وروي أيضاً: أنه «صلى الله عليه وآله» قال: كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد، أو نحو ذلك 4.
ومن الواضح: أن نزول القرآن الدفعي الذي أشير إليه بقوله تعالى: ﴿ ... إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 5إنما يحتاج لمجرد نزول الوحي، الذي تتحقق به النبوة، وقد كان ذلك حاصلاً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» منذ صغره، أو قبل ذلك حيث كان آدم بين الماء والطين أو بين الروح والجسد، فيكون نزول القرآن سابقاً على ولادة علي «عليه السلام».

ثانياً: إنه لا مانع من أن يعلم علي «عليه السلام» بالقرآن، ما دام أن نوره مشتق من نور الرسول «صلى الله عليه وآله»، وهو وصيه، وهو يعلم بما أنزل الله على نبيه، بالنحو المناسب لمسيرة خلقته، وحسبما يختاره الله له من وسائل التعليم، ولو بواسطة الملك الذي يحدثـه بما يعرفه، فإنه إذا كان سلمان «عليه السلام» ـ كما روي ـ محدثاً 6، بل كان عمر محدثاً أيضاً (حسب زعمهم 7)؛ فلماذا لا يكون علي «عليه السلام» كذلك أيضاً، فيخبره الملك منذ ولادته بما أنزل الله تعالى على رسوله «صلى الله عليه وآله»؟!
ثالثاً: إن نطق الصغير بالكلام، وظهور رجاحة عقله، وإقراره بالإيمان، وبالإسلام، وبغير ذلك.. وإن كان مخالفاً للعادة، لكنه ليس من المحالات في نفسه، ونحن نشهد تفاوتاً ظاهراً في وعي الأطفال في صغرهم؛ وفي أوقات ظهور ذلك منهم.. فكيف إذا كان الله تعالى هو الذي يظهر هذه الفضيلة لهم.
وقد أنطق الله تعالى عيسى بن مريم «عليه السلام» فور ولادته، كما صرحت به الآيات الكريمة التي أشرنا إليها آنفاً، فلماذا لا يُنطِق علياً «عليه السلام»، وهو أفضل منه، كما أظهرته الأحاديث الشريفة، ومنها حديث: لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ، آدم فمن دونه؟! 8 9.

  • 1. بحار الأنوار ج18 ص277 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج1 ص83 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص264.
  • 2. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآيات: 29 - 31، الصفحة: 307.
  • 3. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 12، الصفحة: 306.
  • 4. راجع: الإحتجاج ج2 ص248 والفضائل لابن شاذان ص34 وبحار الأنوار ج15 ص353 وج50 ص82 والغدير ج7 ص38 وج9 ص287 عن مصادر كثيرة، ومسند أحمد ج4 ص66 وج5 ص59 و 379 وسنن الترمذي ج5 ص245 ومستدرك الحاكم ج2 ص609 ومجمع الزوائد ج8 ص223 وتحفة الأحوذي ج7 ص111 وج10 ص56 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص438 والآحاد والمثاني ج5 ص347 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص179 والمعجم الأوسط ج4 ص272 والمعجم الكبير ج12 ص73 وج20 ص353 والجامع الصغير ج2 ص296 وكنز العمال ج11 ص409 و 450 وتذكرة الموضوعات للفتني ص86 وكشف الخفاء ج2 ص129 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص264 عن ابن سعد، ومستدرك سفينة البحار ج2 ص392 و 522 وعن فيض القدير ج5 ص69 وعن الدر المنثور ج5 ص184 وفتح القدير ج4 ص267 والطبقات الكبرى ج1 ص148 وج7 ص59 والتاريخ الكبير للبخاري ج7 ص274 وضعفاء العقيلي ج4 ص300 والكامل لابن عدي ج4 ص169 وج7 ص37 وعن أسد الغابة ج3 ص132 وج4 ص426 وج5 ص377 وتهذيب الكمال ج14 ص360 وسير أعلام النبلاء ج7 ص384 وج11 ص110 وج13 ص451 ومن له رواية في مسند أحمد ص428 وتهذيب التهذيب ج5 ص148 وعن الإصابة ج6 ص181 والمنتخب من ذيل المذيل ص66 وتاريخ جرجان ص392 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص226 وعن البداية والنهاية ج2 ص275 و 276 و 392 وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص166 وعن عيون الأثر ج1 ص110 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص288 و 289 و 317 و 318 ودفع الشبه عن الرسول ص120 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص79 و 81 و 83 وج2 ص239 وعن ينابيع المودة ج1 ص45 وج2 ص99 و 261.
  • 5. القران الكريم: سورة القدر (97)، من بداية السورة إلى الآية 1، الصفحة: 598.
  • 6. راجع: بصائر الدرجات ص342 وعلل الشرائع ج1 ص183 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص146 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص106 وبحار الأنوار ج22 ص327 و 349 و 350 وج26 ص67 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص173 والغدير ج5 ص48 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص240 وتفسير الميزان ج3 ص220 وإختيار معرفة الرجال ج1 ص55 و 61 و64 و72 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص210 و211 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص476 و 477 والخصائص الفاطمية ج1 ص261 واللمعة البيضاء ص196 ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص311 و 312 و 313 وإلزام الناصب ج1 ص13.
  • 7. راجع: كنز العمال ج11 ص580 وج12 ص600 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص91 و 92 و 93 و 95 وصحيح البخاري ج4 ص200 ومسند أحمد ج6 ص55 وسنن الترمذي ج5 ص285 والغدير ج5 ص42 و 44 و 46 وج8 ص90 وفضائل الصحابة للنسائي ص8 والمستدرك للحاكم ج3 ص86 وعمدة القاري ج16 ص198 وتحفة الأحوذي ج10 ص125 والسنن الكبرى ج5 ص40 وأسد الغابة ج4 ص64 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص260 والبداية والنهاية ج6 ص224 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص99 و 238 ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص220 وتفسير السلمي ج2 ص380 والإستذكار ج5 ص124 والمصنف ج7 ص479 والنهاية في غريب الحديث ج1 ص350 ومسند ابن راهويه ج2 ص479 وتاريخ بغداد ج9 ص114 وعلل الدارقطني ج9 ص313 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص177 ولسان العرب ج2 ص134 وتاج العروس ج3 ص192 وأحكام القرآن لابن العربي ج3 ص53 والجامع لأحكام القرآن ج9 ص193 وتغليق التعليق ج4 ص64 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص569 وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص41 و 135 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص264.
  • 8. ستأتي مصادر ذلك انشاء الله تعالى..
  • 9. الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام أو (المرتضى من سيرة المرتضى)،سماحة العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، 1429هـ. ـ 2009م. الطبعة الأولى، الجزء الأول.

تعليق واحد