حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
اين دفن النبي؟
نص الشبهة:
بسم الله الرحمن الرحيم قد أثبتم في كتابكم « دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام » أن الرسول صلى الله عليه وآله قد دفن في بيت الزهراء عليها السلام ، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن . . كيف دفن أبو بكر وعمر في بيت الزهراء عليها السلام ؟ ولماذا لم يدفن الإمام الحسن عليه السلام في بيت الزهراء صلوات الله عليها ، عندما اعترضت عليه الحميراء ، وقالت : لا تدفنوا في داري من لا أحب ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
إنه بعد دفن الرسول صلى الله عليه وآله ، وربما قبل ارتحال سيدة النساء صلوات الله عليها ، صار الناس الذين يتواردون إلى المسجد يأتون للسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في موضع دفنه ، فلم يعد يمكن السكنى للإمام علي عليه السلام في ذلك المكان . . الذي أصبح من المفترض : أن يبقى مفتوحاً أمام الزائرين . . فتحول عنه ، والظاهر أن عائشة التي كان بيتها بالقرب من ذلك المكان ، قد بادرت لفرض هيمنتها على المكان ، بل وتحولت إليه ، وسكنت فيه أيضاً . . وضربت حائطاً بينها وبين القبر . . 1 .
وصارت تأمر الناس وتنهاهم ، وكرست لها السلطة هذه الهيمنة ، ثم صارت تتصرف بالبيت نفسه . . حتى إنها لما رأت الناس يأخذون من تراب القبر للتبرك به ، حاولت أن تمنعهم ، فلم تفلح ، فضربت حائطاً على القبر ، وأبقت فيه كوة ، فصاروا يتناولون من تراب القبر الشريف من تلك الكوة أيضاً ، فسدتها . .
وقيل : بل إن عمر بن الخطاب هو الذي ضرب الحائط على القبر . .
وقيل : إنهم إنما سدوا وستروا على القبر ، بعد محاولة الإمام الحسين عليه السلام دفن أخيه الإمام الحسن عليه السلام عند جده صلى الله عليه وآله 2 .
ولما مات أبو بكر دفنوه إلى جنب الرسول صلى الله عليه وآله ، بدون مسوغ ، إمعاناً منهم في سياساتهم القاضية بتخصيص أنفسهم بالامتيازات ، ولو بطريق غير مشروع ، والاستفادة حتى من الموت للإيحاء بها وتأكيدها . .
ولما مات عمر بن الخطاب طلب من عائشة ـ وما شأن عائشة في هذا الأمر ـ أن يدفن أيضاً إلى جانب أبي بكر .
فدفن هناك ولكنها منعت الإمام الحسن عليه السلام من أن يدفن في بيته ، الذي ولد ونشأ فيه ، وعند جده . وركبت بغلة ، وجمعت حولها جماعة من بني أمية ، وصارت تقول : نحوا ولدكم عن بيتي ، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب . . ورميت بسببها جنازة الإمام الحسن عليه السلام بالنبال . . وجرى ما جرى مما هو معلوم . .
ولم يكن الإصرار على دفن الإمام عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي يمكن للناس أن يفهموه على حقيقته ، بل سوف يقوم الناس الغافلون بإلقاء اللوم على الإمام الحسين عليه السلام ، في هذه الحالة ، ويقولون : لماذا هذا الإصرار على أمر ليس بذي أهمية ، ولا فائدة منه ، سوى نيل البركة ، والشرف ، بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولا فائدة للأمة ـ بنظرهم ـ من القتال وإراقة الدماء من أجله ، وسيفسرون الموضوع على أنه أمر شخصي وبسيط . .
غير أن مما لا شك فيه أن ما جرى قد أظهر مظلومية أهل البيت عليهم السلام ، وعدوانية مناوئيهم ، وجرأتهم على الله ، وعرَّف الناس كيف أنهم لا يلتزمون بأحكام الدين ، ولا بالقيم الإنسانية ، وأنهم ينطلقون من أحقاد دفينة ، ومن سياسات ظالمة ، ومن أهواء ، لا من مثل ومبادئ . .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 3 . .