الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

تشنيعات حاقد

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم مولاي الفاضل المحقق جعفر العاملي... دامت بركاتكم.

لا يخفى على عالم بارع مثل شخصكم الكريم طويل الباع متضلع في شتى العلوم, أن قبل أشهر تم طبع وتوزيع كتيب مثير للضحك والاشمئزاز في نفس الوقت يدعو إلى التفرقة بين المسلمين لتحقيق أهداف أعداء الدين الحنيف. لقد تطرق الكتيب في إحدى موضوعاته إلى رواية وجدتها في بحار الأنوار وهي: أن علياً (عليه السلام) قال: كنت أنا والنبي (صلى الله عليه وآله) وعائشة في سفر, وحينما كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يقوم إلى صلاة في الليل وكنا ننام في فراش واحد «كان (صلى الله عليه وآله) يقوم من فراشه ويضع إصبعه بيني وبين عائشة..» إلى آخر الرواية. المهم مولانا الفاضل.. إن صاحب كتيب الفتنة (لله ثم للتاريخ) أراد بذلك الطعن على الشيعة، وهو أن الشيعة يروون أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان ينيم عائشة وعلياً (عليه السلام) في فراش واحد!! متناسين أنهم بذلك إنما يطعنون في شخص الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل الشيعة وعلي (عليه السلام).

1 ـ فهل هذه الرواية صحيحة مولاي في رأيكم، وما هو رأي علمائنا فيها وفي رجالها ومتنها و.. الخ.

2 ـ وكيف يمكن تأويلها في حال صحتها مولاي الفاضل.

والسلام.

الجواب: 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.
أخي الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد..
فقد راجعنا كتاب البحار فوجدنا الحديث في موردين أحدهما
ج 38 ص314 والآخر في ج40 ص2 وهو مروي في كلا الموردين من كتاب سليم بن قيس.
فالحديث في كلا الموردين لا يملك السند الذي يجعله في عداد الأحاديث الصحيحة السند.. كما أنه بعد ثبوت العصمة للرسول (صلى الله عليه وآله) ولعلي (عليه السلام) فلا بد من الأخذ بمقتضياتها، ورفع ودفع كل ما ينافيها.
فالتشنيع على الشيعة بمثل هذه الأحاديث لا يضرهم، لأن الشيعة لا يعتقدون بأن جميع ما في كتاب سليم، أو البحار، أو الكافي صحيح.. بل كل حديث لا بد أن يخضع للبحث والتمحيص..
وأما غيرهم فيعتقدون: أن كل ما في البخاري ومسلم على الأقل صحيح..
فهل يرضون بالتشنيع عليهم بحديث: «إن الله يضع رجله في النار حتى تقول قط قط..» وبغير ذلك من أحاديث لا يقبلها عقل، ولا يرضاها وجدان؟!..
إنني أقول لهم : إن من كان بيته من زجاج، فعليه أن لا يقذف الناس بالحجارة، خصوصاً إذا كان أولئك الناس محصنين بالأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة على أحقية وصحة مذهبهم. ومعتقداتهم.. وهم يناقشون كل حديث وفقاً للمعايير العلمية الصحيحة..
والسلام عليك أيها الأخ الكريم ورحمة الله وبركاته 1.

  • 1. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، لسماحة العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثانية»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 2002، السؤال (111).

تعليقتان

صورة ابو محمد السعدي من العراق

الاستعانة

السلام عليكم أيها الأخوة الكرام العاملون لخدمة مذهب الحق وبعد،
لدي سؤال: انا أعلم ان هناك فرق بين الاستعانة بالله وهو الاصل الذي يمد الفرع بالمعونة والاستعانة بالفرع المخلوق. هل من المشروع قول اني استعنت بفلان الذي سببه الله تعالى لي في قضاء الحاجة؟ واريد تفصيل مفيد عن الاستعانة والاستغاثة والتوسل والتقرب بالنبي او الإمام الى الله وكل كلامكم مفيد، جزاكم الله خيرا عن النبي وآله.

صورة نعيم محمدي أمجد (amjad)

مشروعية الاستعانة والتوسل

عليكم السلام ورحمة اللّه

أخي الكريم، أنت أجبت عن الشطر الأول من السؤال؛ حيث إنك تستعين بغير اللّه، لا لكون هذا الغير له القوة والحول مستقلاً عن الخالق، بل هو عبد من عبيد اللّه، جعله اللّه سبباً لقضاء حاجتك، وبالتالي هذا الصنف من الكلام صحيح، لا غبار عليه.

أما عن التوسل بالنبي والمعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين، نقول:

قد أقر ذلك القرآن الكريم وأحاديث الرسول والأئمة (صلوات اللّه عليهم أجمعين)، في كتب الفريقين.

فمن الآيات البينات:

﴿... وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ...﴾(المائدة: 35)

و

﴿... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ (النساء: 64)

فالقرآن يحث على أن يكون النبي (صلّى اللّه عليه وآله) مركزاً، يتوسل به المؤمنون لطلب الغفران من اللّه التواب الرحيم.

ومن الأحاديث المتكفلة بتصحيح ذلك لدى السنة:

«...أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين، ثم قل: اللّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمّد نبي الرحمة، يا محمّد، إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي، وتذكر حاجتك...». (تحفة الأحوذي، عبد الرحمن المباركفوري، ج10، ص24)

وهذا الحادث كان بعد وفاة الرسول (صلى اللّه عليه وآله)، وفي عهد الخليفة الثالث؛ فلا يقتصر جواز التوسل على حياته صلى اللّه عليه وآله.

 

وللمزيد المفيد يمكنك قراءة:

ما حكم زيارة القبور و التوسل بالنبي و اهل بيته و الائمة ؟

التوسل والشرك

 

اللّهم إنا نتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة صلى اللّه عليه وآله