حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
محاولة عثمان الخميس الفاشلة لتوسيع دائرة العترة!
نص الشبهة:
(من عترة النبي؟ عترة الرجل هم أهل بيته، وعترة النبي (ص) هم كل من حرمت عليه الزكاة وهم بنو هاشم، هؤلاء هم عترة النبي (ص)...)(حقبة من التاريخ: 203).
الجواب:
أقول في جواب ذلك:
أولاً: إن الكثيرين من أهل اللغة وأئمتها صرحوا ونصوا على أن العترة في اللغة هم (الأولاد والأقارب والأدنون) لا مطلقهم.
قال الفيروز آبادي: (والعترة بالكسر قلادة تعجن بالمسك، ونسل الرجل ورهطه وعشيرته الأدنون)1.
وقال ابن منظور: (أبو عبيدة وغيره: عترة الرجل وأسرته وفصيلته رهطه الأدنون...)2.
وقال ابن الأثير: (عترة الرجل أخص أقاربه...)3.
وقال أيضاً: (وقال ابن الأعرابي: العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه، قال: " فعترة النبي (ص) ولد فاطمة البتول... ")3.
ثانياً: إن العديد من علماء أهل السنة فهموا من حديث الثقلين أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقصد بعترته عامة أقربائه من بني هاشم، وإنما أراد جماعة خاصة منهم.
وهذه نماذج من أقوالهم:
قال الشيخ عبد الحق الدهلوي: (قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون، وفسره رسول الله (ص) بقوله وأهل بيتي للإشارة إلى أن مراده من العترة أخص عشيرته وأقاربه وهم أولاد الجد القريب، أي أولاده وذريته (ص)...)4.
قال المناوي: (وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا...)5؟
وقال الملا علي القارىء: (وأقول: الأظهر هو أن أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله، فالمراد بهم أهل العلم منهم والمطلعون على سيرته الواقفون على طريقته، العارفون بحكمه وحكمته، وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلاً لكتاب الله...)6.
وقال الحكيم الترمذي: (فقول رسول الله (ص): قوله: ما إن تمسكتم به لن تضلوا واقع على الأئمة منهم السادة لا على غيرهم...)7.
وقال أبو بكر العلوي الشافعي: (قال العلماء: والذين وقع الحث على التمسك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب الله عز وجل منهم، إذ لا يحث (ص) على التمسك إلاّ بهم وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوض)8.
وقال العلامة حسن بن علي السقاف: (والمراد بالأخذ بآل البيت والتمسك بهم هو محبتهم والمحافظة على حرمتهم والتأدب معهم، والاهتداء بهديهم وسيرتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على رأيهم ومقالتهم واجتهادهم وتقديمهم في ذلك على غيرهم، والمراد بهم بعد وفاة أهل الكساء ذريتهم من أهل العلم والمجتهدون الأتقياء الورعون منهم العارفون المطلعون على سيرته صلى الله عليه وآله وسلم الواقفون على طريقته منهم، بهذا يكونون مقابل كتاب الله سبحانه وتعالى كما جاء في الأحاديث الصحيحة)9.
وكلام هؤلاء العلماء صريح في أن المراد بالعترة وأهل البيت عليهم السلام في حديث الثقلين ليس كل أقرباء النبي صلى الله عليه وآله كما يزعم عثمان الخميس، بل هم فئة خاصة من اقربائه اختارهم الله تعالى وحددهم بعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين عليهم السلام لأنه توفرت فيهم صفات ومؤهلات معينة من التقوى والورع والمعرفة التامة بكتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسيرته، فهؤلاء هم الذين يصح أن يكونوا عدل القرآن الكريم.
ثالثا: سبق وأن أثبتنا أن حديث الثقلين يدل على عصمة العترة وأعلميتهم من غيرهم بالكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وآله، هذه الصفات بلا شك لم تتوفر في جميع اقرباء النبي صلى الله عليه وآله، بل هي مخصوصة في الأئمة الإثنى عشر من أهل البيت عليهم السلام لورود الأدلة الصحيحة والصريحة عندنا10، ولما هو معروف عن هؤلاء من سيرتهم وحياتهم عليهم السلام.
رابعاً: إن في أقرباء النبي صلى الله عليه وآله الجاهل والعاصي المرتكب للذنوب والأخطاء، فهل كان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين بالتمسك حتى بهؤلاء؟!
وهل هؤلاء يعصمون غيرهم من الضلالة وهم لم يعصموا أنفسهم منها؟!
إن القول بأن المراد بالعترة في حديث الثقلين كل اقرباء النبي صلى الله عليه وآله من بني هاشم ممن حرمت عليه الصدقة لا يقول به إلاّ جاهل لم يفقه هذا الحديث، أو مابر معاند متعصب يسعى للتعتيم على الحق وتلبيسه بالباطل، ويضرب على وتر النواصب أخزاهم الله11.
- 1. القاموس المحيط 2/120.
- 2. لسان العرب 4/538.
- 3. a. b. المصدر السابق.
- 4. أشعة اللمعات 4/681.
- 5. فيض القدير 3/19.
- 6. مرقاة المفاتيح 10/531.
- 7. نوادر الأصول 1/259.
- 8. رشفة الصادي: 72.
- 9. صحيح شرح العقيدة الطحاوية: 654.
- 10. ففي الخبر الصحيح الذي رواه الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتابه " معاني الأخبار " صفحة 91: (حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي " من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه).
- 11. نقلا عن كتاب الرد النفيس على أباطيل عثمان الخميس، تأليف الشيخ حسن عبد الله العجمي.