نشر قبل 21 سنة
مجموع الأصوات: 106
القراءات: 33870

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

كيف يمكن إثبات الخالق للكون بالاستناد الى برهان النظم ؟

هذا السؤال هو في الحقيقة هو الإشكال الذي طرحه الفيلسوف الإنجليزي " ديفيد هيوم " 1 على برهان النظم ، لكن ما ذكره من الإشكال على برهان النظم ، إنما يَنُمُّ عن فهم ساذج و سطحي و توهّم لبرهان النظم ، و يعرُب عن عدم فهم و استيعاب له بصورة صحيحة ، إذ أن هذا البرهان لا يرتبط أبدا بالتشابه و التمثيل و التجربة ، و ليس قائما على هذا الأساس حتى يرد عليه هذا الإشكال ، و إنما هو برهان عقلي تام قائم على ملاحظة العقل للنظم و التناسق و الانضباط الموجود بين أجزاء الوجود ، فيحكم العقل من دون تأثير لأية تجربة و مشابهة بأن مُوجِد النظم لا محالة يكون مُوجِداً ذا شعور و عقل ، و خالق قدير .
و بعبارة أخرى : إن برهان النظم مركب من مقدمتين ، إحداهما حسية و الأخرى عقلية ، و دور الحس ينحصر في إثبات الموضوع ، أي وجود النظام في الكون و السنن السائدة عليه ـ و هذا مما لا يحتاج إلى إثبات ، ذلك لان جميع العلوم الطبيعية متكفّلة ببيان النُظُم البديهية السائدة على العالم ـ و أما دور العقل فهو يرجع إلى أن هذا النظام بهذه الكيفية و الكمّية المحدّدة لا يمكن أن يكون نتيجة للصدفة ، أو لأي عامل آخر فاقد للشعور ، بل يجب أن يكون صادرا عن فاعل عاقل و حكيم و خالق مدبّر و قدير .
قال الله عز و جل : ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ 2

  • 1. ديفيد هيوم : فيلسوف إنكليزي اسكتلندي المولد ، ولد عام : 1711 ميلادي ، و توفي عام : 1776 ميلادي ، و كان يُعدّ من اكبر الفلاسفة المشككين ، و قد أورد هذا الإشكال في كتابه المسمى بـ " المحاورات" و هو مؤلَّف على شكل حوار بين شخصين افتراضيين ، أحدهما يُمثّل مُشكّكا في برهان النظم باسم " فيلون" و الآخر يمثل المدافع عن هذا البرهان باسم " كلثانتس" .
  • 2. القران الكريم : سورة الملك ( 67 ) ، الآيات : 1 - 4 ، الصفحة : 562 .

تعليقتان

صورة عبد الستار السعدي

عتب

ما قلتموه عن ديفيد هيوم يعكس سوء فهم لنقده...والدليل أنكم لا تعرفون حتى اسم كتابه الذي ضمنه اعتراضه على حجة التصميم (برهان النظم) فعنوان كتابه ليس (المحاورات) وانما حوارات عن الدين الطبيعي..وشخصيات الحوار ثلاثة وليس اثنين، فقد انقصتم شخصية ديميا.

صورة العلاقات العامة (PR Islam4u)

عنوان الكتاب المختصر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اخي الكريم نشكرك على هذا التواصل مع موقع المركز .. فيما يخص الدليل الذي اعتمدته في قراءتك للموضوع يجب القول إن كتاب محاورات الذي تمت الإشارة إليه هو عنوان مختصر لعنوان الكتاب الكامل هو " محاورات في الدين الطبيعي" الذي ألف عام 1749 م ، إلا أنه لم يشأ نشر الكتاب في حياته فنشر بعد وفاته بثلاث سنوات .( راجع كتاب ديفيد هيوم الفيلسوف الأديب للدكتور فاروق عبد المعطي نشر دار الكتب العلمية بيروت : ص 33) و قد جرت العادة في كثير من الأحيان أن يذكر عنوان الكتاب بشكل مختصر كأن تقول "البحار" و المقصود هو بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار (ع) .