الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الحضارة الغربية والتفسّخ الأخلاقي

ان الدعاة المزيفين لحقوق المرأة قالوا: إنها لابد من ان تشارك الرجل في جميع أعماله، وهذا يعني في رؤيتهم ان تكلّف المرأة بما لا تطيقه من الأعمال الصعبة المجهدة. ثم قالوا بعد ذلك ان من ضمن حقوق المرأة ان تخرج متبرّجة سافرة الى الشوارع والأسواق، وعندما خرجت كذلك كان المستفيد هو الرجل وشهوته.

ونتيجة هذا التوجه، ونتيجة للانفلات والانحلال الخلقيين السائدين فيه، فان هناك إحصائيات تؤكد ان ما يقرب من (15) مليون امرأة قد اغتصبن بالقوة في الولايات المتحدة الأميركية. وهذا يعني ان المرأة في الغرب قد تحولت الى سلعة رخيصة!

ترى ما هذا التوحش الذي راحت ضحيته المرأة اليوم في ظل ما يسمونه بالحضارة؟ إن المرأة أصبحت منبوذة وخصوصا عندما يتقدم بها السنّ، حيث تنقل الى دور العجزة لتجرّ حسراتها هناك، وتعاني من الوحدة، وتموت في آلامها.

وفي مقابل ذلك نرى ان الإسلام يوصي بالأم ثلاث مرات قبل ان يوصي بالأب، كما ويوصي بالإنسان الطاعن في السنّ معبّرا عنه انه كالنبيّ في قومه. كما ان الإسلام يعطي الكثير من الحقوق والامتيازات للمرأة؛ فالزواج بيديها وهي التي تملك أن ترفض الزواج إذا كان لا يوافق مصلحتها، كما أن لها حق تعيين المهر، ولها الحق أيضاً في أن تحتفظ بولدها لفترة طويلة في حالة الطلاق لانها أم، والإسلام أوصى بالأم قائلًا:" الجنة تحت أقدام الأمهات" 1.

وبالإضافة الى ذلك فقد أكد الإسلام على ان تكون المرأة مصونة، لكي لا تذهب ضحيّة النزعة الوحشية لدى بعض الرجال. وذلك من خلال جعلها سيدة الموقف بإرادتها، لان المرأة التي تترك المساهمة في الحياة، وتنبذ مسؤولياتها جانبا، عندئذٍ لا تلبث أن تتحول الى قمر يدور في فلك الآخرين. ومثل هذه المرأة لا قيمة لها، لان من المفترض فيها ان تتحمل المسؤولية في جميع الاوامر والواجبات الشرعية باستثناء الحالات المنصوص عليها شرعا.

ولذلك فان القرآن الكريم لايوجّه خطابه الى الرجل فحسب، بل يقول:" يا ايها الناس ..." و" يا أيها الذين آمنوا ..." لكي يشمل هذا الخطاب كلًّا من الرجل والمرأة. فالمرأة مطالبة بأداء كل الواجبات من خلال تزويد نفسها بالإرادة التي من الممكن ان تستوحيها من نساء عظيمات مثل فاطمة الزهراء عليها السلام هذه المرأة التي تعتبر المثل الأعلى للتربية القرآنية، والقدوة المثلى للمرأة المسلمة  2.

  • 1. ميزان الحكمة، ج 10، ص 712.
  • 2. کتاب فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين، لآية الله السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته.