مجموع الأصوات: 3
نشر قبل 4 أيام
القراءات: 119

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو الاستدلال القرآنی على التوحید فی الخالقیة؟

الجواب الاجمالي

قال تعالى:﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ... 1. هذا التعبير یدلّ من جهة على أنّ المشرکین لم یکونوا منکرین لتوحید الخالق مطلقاً، ولم یکونوا یستطیعون ادّعاء کون الأصنام خالقة، إنّما کانوا معتقدین بالشرک فی عبادة الأصنام وشفاعتها فقط، ومن جهة اُخرى یدلّ على کون التوحید فطریّاً وأنّ هذا النور کامن فی طینة وطبیعة کلّ البشر.

الجواب التفصيلي

الجواب على ذلک نجده فی الآیتین 25و26 فی سورة لقمان. قال تعالى:﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ... 1.
هذا التعبیر ـ والذی یلاحظ فی آیات القرآن الاُخرى، کالآیة 61 ـ 63 من سورة العنکبوت، والآیة 38 من الزمر، والآیة 9 من الزخرف ـ یدلّ من جهة على أنّ المشرکین لم یکونوا منکرین لتوحید الخالق مطلقاً، ولم یکونوا یستطیعون ادّعاء کون الأصنام خالقة، إنّما کانوا معتقدین بالشرک فی عبادة الأصنام وشفاعتها فقط، ومن جهة اُخرى یدلّ على کون التوحید فطریّاً وأنّ هذا النور کامن فی طینة وطبیعة کلّ البشر.
ثمّ تقول: إذا کان هؤلاء معترفین بتوحید الخالق فـ ﴿ ... قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ 1.
ثمّ تتطرّق إلى «مالکیة» الله، لأنّه بعد ثبوت کونه خالقاً لا حاجة إلى دلیل على کونه مالکاً، فتقول:﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... 2، ومن البدیهی أنّ الخالق والمالک یکون مدبّراً لأمر العالم أیضاً، وبهذا تثبت أرکان التوحید الثلاثة، وهی: «توحید الخالقیة» و«توحید المالکیة» و«توحید الربوبیة». والذی یکون على هذا الحال فإنّه غنیّ عن کلّ شیء، وأهل لکلّ حمد وثناء، ولذلک تقول الآیة فی النهایة:﴿ ... إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ 2.

إنّه غنیّ على الإطلاق، وحمید من کلّ جهة، لأنّ کلّ موهبة فی هذا العالم تعود إلیه، وکلّ ما یملکه الإنسان فانّه صادر منه وخزائن کلّ الخیرات بیده، وهذا دلیل حیّ على غناه.
ولو أنّما فی الأرض من شجرة أقلام والبحر یمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت کلمات الله إنّ الله عزیز حکیم )بعد ذکر علم الله اللامحدود، تتحدّث الآیة الاُخرى عن قدرته اللامتناهیة، فتقول:﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ 3 4.