الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

ما هو دور الثقافة في تطوّر الأمم ونهضة الشعوب؟

ثقافة أي أمّة هي التي تحدّد مسيرها، ومصيرها، وحاضرها، ومستقبلها، وانتصاراتها وهزائها. والثقافة ثقافتان: الثقافة المتخلّفة، التي تصنع دوائر من التخلّف، ولا تسمح لأصحابها بالانفلات عنها. وثقافة التقدّم، التي تفتح الآفاق أمام أصحابها. فالأمّة هي التي لابدّ أن تختار ثقافتها، والأمّة التي لا تعرف كيف تختار ثقافتها المناسبة لتطوّرها ستكون أسيرة ثقافة التخلّف. لا توجد قيود للثقافة إلّا قيد وحيد هو في الاختيار وليس في العرض، فقاعدة:﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ... 1 هي أفضل القواعد للأمم، ومن ثمّ فلا قيود على الثقافات السليمة، ومن يضع عليها قيوداً فهو يضع قيوداً على نفسه. والحضارات نفسها هي نتاج الثقافة، والذين يصنعون الحضارات هم من أصحاب الفكر والثقافة، ولذلك من المستحيل صناعة الحضارة بأيدي مجموعة من المتخلّفين، تماماً كما أنّ من المستحيل صناعة النصر على أيدي مجموعة من الجبناء والمهزومين 2.