مجموع الأصوات: 29
نشر قبل سنة واحدة
القراءات: 1395

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

هل لي من توبة؟

فقد قربت من اليأس والقنوط، مما ألم بي من نفسي ومن الشيطان الرجيم، الذي لطالما استهزأت به في صغر سني، حتى انتقم مني!.. فها أنا أسير الخيال والوهم الهوس، وتحت تعذيب ثلاثة عشرة سنة، ولطالما ظننت أني قادر على التخلص منها، والأكبر من ذلك أني حرمت من لذة العبادة لله جل وعلا وذلك لاستهانتي بالصلاة!.. وأعظم ذنب أني أظن أن الله تعالى طردني ونحاني وأبعدني عن حبه، لما فعلت أنا في نفسي من سوء فعلي وإساءتي ودوام تفريطي وجهالتي!.. فهل من رجوع؟.. وهل من توبة؟.. وهل من قرب إلى الله تعالى؟.. وأنا أعلم حتى وإن رجعت أني سأكون بعيدا عن العشق الإلهي إلا أن يرضى الله تعالى عني، وذلك أملي!..


الجواب
أولا أبارك لكم هذه الوقفة الصريحة مع النفس، والتي لو وقفها العاصون بين يدي ربهم لصلحت أحوالهم!.. وذلك لأن المشكلة في العاصين هو انجرارهم في الرذيلة إلى درجة نسوا أنفسهم فيها، نتيجة نسيانهم لذكر الله تعالى، بل إن الأمر يصل إلى درجة التحدي، فحينما يقال له اتق الله تعالى، تأخذه العزة بالإثم!.. ولا شك أن طول فترة المعصية تقضي على سلامة الفطرة الأولية التي خلق الله تعالى العباد عليها، إلى درجة لا يمكن للعبد أن يفك نفسه عن المعصية.. وكم من القائل أن يصل العبد إلى درجة يقول معها: لا يمكنني ترك الحرام، مدعيا سلب الإرادة، والحال أن هذه الدعوى غير مسموعة منه، إذ غلبة الحرام شيء، وسلب الإرادة شيء آخر.
والآن وقد استفقت على واقع مؤلم، بدأت من معصية العادة المدمرة، ووصلت إلى مرحلة الاستخفاف بالصلاة كنتيجة طبيعية للاستخفاف بثمرتها وهي النهي عن الفحشاء والمنكر..

أقول: عليكم الآن بالندامة الصادقة الموجبة لعدم الميل إلى الحرام أصلا، ثم التعويض بالإكثار من الطاعات التي تستنزل رضا الرب المتعال.. وإياكم واليأس من رحمة الله تعالى؛ فإنه في حد نفسه من الكبائر، ومن الطبيعي أنه لو دخل اليأس في قلب العبد، فإنه سوف لن يفكر أبدا للخروج من أسر الشيطان في فخ المعصية.. ونظرا لتأخرك عن قافلة الطائعين، فعليك بالمسارعة في السير، لتعوض ما فات منك، وهو مدرك لكل فوت كما لا يخفى 1.

 

  • 1. المصدر : شبكة السراج في الطريق الى الله.