الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

هل ذنوب الشيعة تكتب على السنة؟

نص الشبهة: 

يعتقد الشيعة أنّ الله عزّ وجلّ خلق الشيعة من طينة خاصّة وخلق السنّة من طينة خاصّة، وجرى المزج بوجه معيّن بين الطينتين فما في الشيعي من معاص وجرائم هو من تأثّره بطينة السنّي، وما في السنّي من صلاح وأمانة هو بسبب تأثّره بطينة الشيعي، فإذا كان يوم القيامة جُمعت سيّئات الشيعي ووضعت على السنّي، وجُمعت حسنات السنّي ووضعت على الشيعي، وهذا يناقض ما يعتقده الشيعة في «عقيدة الاختيار»؟

الجواب: 

أخبار الطينة ليست بمعنى الماء والتراب كما تصوّر، بل هي كناية عن قانون وراثي صرّح به القرآن، قال تعالى: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ... 1.
إذن، فالآباء والأُمّهات ذوو الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهّرة يهدون إلى المجتمع أولاداً صالحين، أمّا الأصلاب والأرحام التي ترعرعت في أرضيّة ملوّثة وقذرة، فإنّها لا تُعطي إلاّ أولاداً ملوّثين، وحتماً فإنّ كلا الصورتين تشكّل أرضيّة فقط، وإلاّ فباستطاعة الشخص بإرادته أن يقوّي تلك الأرضيّة أو أن يتغلّب هو عليها.
وباعتبار أنّ هذه المسألة اتّخذت شكل الأرضيّة، فإنّه يستحيل أن تنافي اختيار الإنسان، وكلّ ما هنالك أنّ الأشخاص الذين نشأوا في أرضيّة سيّئة، إذا حدث وأن تغلّبوا على تلك الأرضيّة ولم يتأثّروا بها، فسيكون ثوابهم مضاعفاً.
والشيء المهمّ هو الكذب الذي أورده في آخر السؤال من أنّ ذنوب الشيعة تُكتب على السنّة، فهذه تهمة، لا وجود لها في أيّ كتاب من كتب الشيعة المعتمدة ولو تفوه به واحد منهم فلا يُعدّ عقيدة لهم بل هي على خلاف القرآن الذي يقول: ﴿ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴾ 2. ووجود الرواية لا يُعدّ دليلاً على العقيدة ولسنا من الذين يأخذون عقائدهم من كتاب التوحيد لابن خزيمة المفعم بروايات تدل على التجسيم والتشبيه والجبر 3.