حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
خطبة الامام الحسين في اصحابه ليلة عاشوراء
ثم أن الحسين عليه السلام جمع أصحابه و قام فيهم خطيباً و قال:
أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى و لا خيراً من أصحابي و لا أهل بيتٍ أبرّ و لا أوصل و لا أفضل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً، فلقد بررتم و عاونتم.
ألا: و إني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء الأعداء إلا غداً، ألا و إني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ من بيعتي ليس عليكم مني حرج و لا ذمام، و هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، و ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، و تفرّقوا في سواد هذا الليل، و ذروني و هؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيري.
فقال له اخوته و أبناؤه و أبناء عبد الله بن جعفر: و لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا.
و تكلّم اخوته و جميع أهل بيته فقالوا: يابن رسول الله فما يقول لنا الناس و ماذا نقول لهم؟ نقول إنا تركنا شيخنا و كبيرنا و ابن بنت نبيّنا لم نرم معه بسهم، و لم نطعن معه برمح، و لم نضرب معه بسيف، لا والله يابن رسول الله لا نفارقك أبداً، و لكن نقيك بأنفسنا حتى نقتل بين يديك و نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك.
و قام الأصحاب و تكلّموا بما تكلّموا واحداً بعد واحد1.
- 1. مقتل الإمام الحسين عليه السَّلام للخطيب العلامة السيد محمد كاظم القزويني (رحمه الله).