زين العابدين و سيد الساجدين

قال الْأَصْمَعِيُّ : كُنْتُ أَطُوفُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ لَيْلَةً ، فَإِذَا شَابٌّ ظَرِيفُ الشَّمَائِلِ ، وَ عَلَيْهِ ذُؤَابَتَانِ ، وَ هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، وَ هُوَ يَقُولُ : " نَامَتِ الْعُيُونُ ، وَ غَارَتِ النُّجُومُ ، وَ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، غَلَّقَتِ الْمُلُوكُ أَبْوَابَهَا ، وَ أَقَامَتْ عَلَيْهَا حُرَّاسَهَا ، وَ بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلسَّائِلِينَ ، جِئْتُكَ لِتَنْظُرَ إِلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " .
ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
يَا مَنْ يُجِيبُ دُعَاءَ الْمُضْطَرِّ فِي الظُّلَمِ *** يَا كَاشِفَ الضُّرِّ وَ الْبَلْوَى مَعَ السَّقَمِ‏
قَدْ نَامَ وَفْدُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ قَاطِبَةً *** وَ أَنْتَ وَحْدَكَ يَا قَيُّومُ لَمْ تَنَمْ‏
أَدْعُوكَ رَبِّ دُعَاءً قَدْ أَمَرْتَ بِهِ *** فَارْحَمْ بُكَائِي بِحَقِّ الْبَيْتِ وَ الْحَرَمِ‏
إِنْ كَانَ عَفْوُكَ لَا يَرْجُوهُ ذُو سَرَفٍ *** فَمَنْ يَجُودُ عَلَى الْعَاصِينَ بِالنِّعَمِ‏
قَالَ : فَاقْتَفَيْتُهُ ، فَإِذَا هُوَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ 1 ( عليه السَّلام ) 2 .

  • 1. أي الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين ( عليه السَّلام ) ، رابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
  • 2. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 96 / 197 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .