يا ربِّ إمنع رحالك !

لمّا قدم إبرهة ملك الحبشة ـ صاحب الفيل ـ مكّة المكرَّمة ليهدم الكعبة ، هربت قريش إلى رؤوس الجبال .
فقال عبد المطلب : لو اجتمعنا فدفعنا هذا الجيش عن بيت اللّه .
فقالت قريش : لا بدّ لنا به !
فأقام عبد المطّلب في الحرم ، و قال : لا أبرح من حرم اللّه ، و لا أعوذ بغير اللّه .
ثم إن أصحاب إبرهة أخذوا إبلاً لعبد المطّلب ، فصار عبد المطّلب إلى إبرهة .
فلمّا استأذن عليه ، قيل له : قد أتاك سيّد العرب ، و عظيم قريش ، و شريف الناس .
فلمّا دخل عليه أعظمه إبرهة ، و جلَّ في قلبه لما رأى من جماله و كماله و نبله .
فقال أبرهة لترجمانه : قل له : سل ما بدا لك !
فقال عبد المطَّلب : إبلاً لي أخذها أصحابك .
فقال : لقد رأيتك فأجللتك و أعظمتك ، و قد تراني حيث نهدم مكرمتك و شرفك ، فلم تسألني الانصراف ، و تكلّمني في إبلك ؟!
فقال عبد المطّلب : أنا ربّ هذه الابل ، و لهذا البيت الذي زعمت أنّك تريد هدمه ربّ يمنعك منه .
فردّ الابل ، و داخله ذعر لكلام عبد المطّلب .
فلمّا انصرف عبد المطَّلب من عند أبرهة جمع وُلده و من معه ، ثمّ جاء إلى باب الكعبة ، فتعلّق به و قال :
يـا ربّ انّ العبد يمنع رحْلَهُ فامنع رحالك
لا يغلبـنَّ صليبهـم و محالهم أبـدا محـالك
فأرسل اللّه عزَّ و جَلَّ على أبرهه و جيشه الطير الأبابيل فأفناهم .