فضائل الأخلاق من المنجيات الموصلة إلى السعادة الأبدية، ورذائلها من المهلكات الموجبة للشقاوة السرمدية، فالتخلي عن الثانية والتحلي بالأولى من أهم الواجبات والوصول إلى الحياة الحقيقية بدونهما من المحالات.
أكثر المدارس السلوكية في العالم اعتبرت أن معيار الأخلاق هو محاربة الأنا ومتعلقاتها من العجب والأنانية. فالفعل الأخلاقي بنظرها هو الذي لا يكون الهدف منه ذات الإنسان ونفسه، أما الأخلاق فهي التي تدمر جدار "الأنا"؛ هذا الجدار الذي يقف سداً منيعاً بين الإنسان والآخرين. ومن بين جميع المدارس نجد اثنتين أو ثلاثة تقول بضرورة تنمية الذات.
من الآداب الإسلامية: احترام الحياة الخاصة للآخرين، وعدم التدخل في خصوصياتهم وشؤونهم الخاصة، وترك ما لا يعنيك من أمورهم الشخصية. وقد اعتبر الإسلام أن ذلك من حسن إسلام المرء، فقد روي عن رسول الله أنه قال: «مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعنيهِ».
البشاشة والابتسامة، وطلاقة الوجه، وحسن البشر، وروعة الاستهلال، وحفاوة الترحيب، والتي تظهر من خلال ملامح الوجه وجمال الانبساط والتحبب والحفاوة عند اللقاء بالآخرين، تعد من الصفات الأخلاقية الحميدة، وهي رسالة تعبير صادقة عن المحبة والمودة تجاه من نلتقي بهم، بما يعبر عمّا في النفس من رغبة في اللقاء، وحرارة في الاستقبال.
الأخلاق الحسنة مطلوبة في كل وقت وحين، ولكن في شهر رمضان مطلوبة أكثر، وهو فرصة لتحسين الأخلاق فيه؛ لما يفيضه هذا الشهر على الصائم من فيوضات روحية ومعنوية وأخلاقية عالية، ولأن الصائم فيه أكثر قابلية لتهذيب نفسه، وتغيير مسلك أخلاقه، وتعديل سلوكه.
التواضع صفة أخلاقية حميدة، لأنه يعبر عن سمو النفس ورفعتها، فالتواضع ـ كما عرفه علماء الأخلاق ـ هو اللين مع الخلق، والخضوع للحق، وخفض الجناح. وقد حَثَّ القرآن الكريم المؤمنين على التواضع، وبالرغم من أن كلمة (التواضع ) لم ترد بلفظها في القرآن الكريم، ولكن وردت كلمات تشير إليها وتدلّ عليها.
الشماتة هي إظهار السرور والفرح لمصيبةٍ وقعت على مَن لا تُحب، وما وقفنا عليه في الروايات الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع) هو النهي عن إظهار الشماتة بالمؤمن.
فمنها: ما رُوي عن الرسول الكريم (ص) قال: "لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك"
يعد العيد من أهم المناسبات الدينية التي تساهم في تعزيز قيم المحبة والانفتاح والتواصل بين أبناء المجتمع الواحد، كما يرمز العيد إلى قيم التعارف والتآلف والتراحم والتكافل والتسامح بين الناس، كما بين مختلف المكونات والشرائح الاجتماعية.
مدرسة الصوم التربوية لا تشمل ضبط النفس وكبح جماحها من الإفراط والاستجابة السريعة للأهواء والشهوات، وإنما تتسع الدائرة التهذيبية إلى كل جوانب شخصية الصائم وأهمها الجانب الأخلاقي.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ 1، فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ إِلَّا أَوْشَكَ أَنْ يَصِيرَ مِنْهُمْ"2.