ما هو واجبنا تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم و العدو الصهيوني الغاصب و الوحشي ؟

بعد قصف الجيش الاسرائيلي لمستشفى المعمداني المكتظ بالجرحى من الرجال و النساء و الأطفال من أهالي غزة العزل ، دموعنا تجري و قلوبنا تتصدع و أيدينا مرفوعة نحو السماء و آهاتنا تدوي و رسائل الشجب و الاستنكار تملأ الصحف و المجلات و وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي ، و المظاهرات و التنديدات مستمرة و تتسع دائرتها كماً و كيفاً آناً بعد آن ، و كل هذه الأمور جيدة و لا بُدَّ أن تستمر على أوسع نطاق ، لكنها لا تكفي ، و لو إكتفينا بهذا الحد فإننا لم نقم بما يجب علينا وفقاً لما تحتمها علينا النصوص و التعاليم الدينية .

كيف ننصر الشعب الفلسطيني المسلم و المظلوم ؟

أثبت الصهاينة اليهود منذ البداية أنهم أشد الناس عداوة للمسلمين و المؤمنين و الانسانية و أنهم لا يترددون في إبادة كل من ليس منهم إذا تمكنوا من ذلك و لا يفرقون بين صغير و كبير و رجل أعزل أو إمرأة أرملة أو شيخ و شيخة و مريض يتلقى العلاج في المستشفى ، و هذه الحقيقة أشار اليها الله عَزَّ و جَلَّ في القرآن الكريم حيث قال : ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ... 1 .
و اليوم و مع تزايد العدوان الاسرائيلي الغاشم على العوائل الفلسطينية المنكوبة بكل وحشية و قسوة بشكل قل نظيره و قلما يجد التاريخ أمثال ذلك إلا من قِبل أسياد الصهاينة و القوى التي تدعمهم بالمال و السلاح و التأييد علينا أن نلتزم بما أمرنا الله و رسوله تجاه الأعداء :

  1. أن نقول لا للتطبيع مع العدو الاسرائيلي و لا لكل من يسوق لهذه البضاعة الفاسدة و نقوم بفضح هذا المخطط الخطير.
    قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ 2  .‎
  2. أن نكون نحن المسلمون كما تقتضيه معنى الامة الاسلامية كلمة واحدة و يداً واحدة و صفاً واحداً في مواجهة العدوان الاسرائيلي بجانب محور المقاومة الإسلامية الشريفة التي أثبتت صدقها و إخلاصها و جدارتها و سجلت انتصارات مثالية فريدة حتى نتمكن من إقتلاع جذور الغدة السرطانية الاسرائيلية من أرض الإسلام قريباً إن شاء الله .
    قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ 3 .
  3. الاستعداد و الجهوزية التامة بكل معنى الكلمة .
    قال الله تعالى : ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ 4 .
  4. أن لا ننخدع كما انخدعنا سابقاً بالوعود الكاذبة ، قال سبحانه و تعالى : ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ 5 .
  5. أن نعلم أن النصر هو من عند الله و هو قادم لا محالة إذا عملنا بما أمرنا الله ، قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ ... وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 6.
  6. أن نصمد أمام التحديات و الصعوبات و لا نتهاون في نصرة الحق و نصبر على تحمل الخسائر و علينا أيضاً أن لا نيأس فإن النصر قادم باذن الله ، قال عَزَّ و جَلَّ : ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ 7  .
  7. أن نبذل كل ما في وسعنا في دعم المجاهدين في سبيل الله و ندعو لهم بالنصر الكامل و لا نبخل عليهم بشيء أبداً بل و نؤثرهم على أنفسنا ، فإن الله يمتحننا .
  8. أن نكون لساناً ناطقاً و صارخاً  للشعب الفلسطيني المظلوم لتبيين الحقائق و فضح المعتدين الصهاينة و أسيادهم و المتعاونين معهم من الحكام العرب و غيرهم ، فلا ندع الاعلام المضلل يشوه سمعة المقاومة و يقلب الحقائق ، و يمكن ذلك من خلال شتى الوسائل المتاحة خاصة شبكات التواصل الاجتماعي .
  9. أن ندعو للمجاهدين المرابطين بدعاء أهل الثغور للامام علي بن الحسين زين العابدين السجاد عليه السلام .