مجموع الأصوات: 79
نشر قبل 6 سنوات
القراءات: 7600

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

الطوفان الاباحي.. لن يترك منزلا الا ويجتاحه

انتقل المنسوب الإباحي، الملقب بالكوميدي، على بعض الفضائيات اللبنانية، من التلميحات إلى التصريحات فالمجاهرات... وبابتذال ORIGINAL. هذا ما نحن عليه اليوم في الإعلام اللبناني، دون أن يرف جفن لمسؤول "مسؤول كان أو غير مسؤول"!‏

فمنذ مدة ليست بقليلة ونحن نشهد على الساحة الإعلامية اللبنانية تباريا على المجاهرة ببرامج إباحية بإمتياز وبشكل غير مسبوق، لفظا وتعبيرا هستيريا مرضيا،‏ والكل في الخارج يشاهدنا ويسمعنا ونحن نُصدِّر "ثقافتنا العظيمة" في الإباحية التي تُسمي الأشياء بأسمائها، بينما، في دول العالم أجمع، يكون لمثل هذه "المنجزات " قنوات خاصة وأوقات خاصة وتحذيرات مسبقة.‏

في تسعينيات القرن الماضي قامت إحدى الفضائيات اللبنانية بطرح ومناقشة مواضيع لم تكن مألوفة من قبل وتبِعَتْها فضائية ثانية، ثم كرَّت السُّبْحة مع فضائيات عربية أخرى، أنتجت الفوضى والخفة التي نعيشها جميعاً اليوم... وليُصبح "صيت" لبنان واللبنانيين، كما يعلم الجميع!‏

الآن تُعاد التجربة

برامج توحي ثم تُلمِّح ثم تُمرِّر ثم تُجاهر ثم تبتذل، "فتغار" فضائية أخرى بظنِّها أنها تملك "الجرأة" والحرية، فيزداد التنافس في الإثم والعدوان، لنكتشف:‏

أن "المسؤولين" فقط في هذا المجتمع، المدنيين منهم والرسميين، لا يملكون لا الجرأة ولا الحرية.‏

نُكات ومزحات وسخافات وإسفافات ووقاحات، تُضخُّ مباشرة على أسماع وأنظار الأطفال والفتيات والمراهقين والشباب والشابات... والكل يجلس مع الكل أُسراً وأرحاماً، دون ردَّة فعل من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المهتمة بالمرأة والطفل والأسرة و"تجار" العمل الاجتماعي و"فرق الاستعراض" للمشاريع الإنسانية، والجمعيات التربوية والكشفية....إلى آخر المنظومة الممجوجة التي تُرْهقنا على مدار السَّنة بنشاطاتها واستعراضاتها.‏

أيها "الأنتم" المخاطبون أعلاه

مَنْ سوف تُخاطبون وأين تعملون وفي أي ميدان تلعبون لو سقطت منظومة القيم والحياء التي لها من العمر مئات السنين؟‏

نخاطبكم ولا نخاطب وزارة الإعلام والرسميين لأن سِجِلَّهم لا يشهد لهم فيما نحن فيه... بل اعتدنا منهم تسويفاً وتمييعاً.‏

هذا الجنون المتفلِّت من كل قيد، لن يترك أسرة إلا وسوف يُصيبها، ولا فرداً إلا وسيعاني في أمنه النفسي والاجتماعي...‏

عارٌ على "لبنان العظيم" أن تُستباح سُمْعته من قِبَلِ مراهقين أو منتفعين أو متسلِّقين يعبثون بأمننا الإجتماعي.‏

"يا سامعين الصوت"، هذه الجريمة المستمرة لا تحتاج إلى "توافق" ولا طاولة حوار ولا مجلس وزراء ولا سلَّة واحدة... ولا جولة مشاورات دولية... ولا مبادرة "س.س" عربية.‏

تحتاج فقط لوقفة عزّ وشهامة... وإلا لن يكون "اللبنان" لبناناً، فالمتنكر لهويته وأصالته وقِيمَه، يفرض على الآخرين أن لا يحترموه.‏

إحذروا الطوفان الإباحي، سوف لن يترك منزلا إلا ويجتاحه1.‏

  • 1. الموقع الرسمي لسماحة السيد سامي خضرا(حفظه الله).